الثلاثاء 30 حزيران/يونيو 2020
خريستو المرّ "ضللنا الطريق فما عسانا فاعلين، الشيطان يجرّنا هنا وهناك ويديرنا إلى كلِّ الجهات" (بوشكين) يحدّثنا مرقس عن إنسان فيه "روحٌ نَجِسٌ"، سأله يسوع "ما اسمُكَ؟". فأجاب "اسمي لجيون لأنّنا كثيرون". و«لجيون» (legion) كلمة تعني فرقة من الجيش الرومانيّ قوامها ستّة آلاف مقاتل. بالطبع، كان الناس، في ذلك الوقت، ينسبون أسباب الأمراض إلى الأرواح الشرّيرة، فبالنسبة لهم الأخرس فيه "روح أصمّ أبكم"، ومريض الصَرَعِ فيه شيطان "يصرعه في الأهلّة"، إلخ... نحن اليوم نرفض، بالطبع، هذه التفسيرات بعدما تقدّمت العلوم الطبّيّة والصحّيّة. في الوقت نفسه، يمكننا القول إنّ الشيطان يستفيد من كلّ أمرٍ لكي تتفاقم مآسي الإنسان فيزدادُ ألمُهُ ويبتعدُ عن الله. إذًا لا ضرورة لنكران وجود الشيطان، ولا ضرورة لمخالفة العلم ونكرانه. ميدان الإيمان وميدان العلوم مختلفان. تتابع رواية مرقس أنّ يسوع شفى ذاك الإنسان وخرجت "الأرواح النجسة" ودخلت في قطيع خنازير في ذاك المكان، فاندفع القطيع من على تلّة إلى البحر، ونفق. "وأمّا رعاة الخنازير فهربوا وأخبروا في المدينة ... فخرجوا ليَرَوْا ما جَرى. وجاءوا إلى يَسوعَ وابتدأوا يطلبون إليه أن يمضيَ من تخومهم". إنسان شُفِيَ. هذا لا يعجب سكّان المنطقة لأنّهم خسروا مادّيًّا. هم يفضّلون أن يبقى أحدهم في المرض محتَمِلًا أوجاعًا كبيرة، على ألّا يخسروا مادّيًّا، وتبقى خنازيرهم في أمان (والخنازير في الذهنيّة الدينيّة لمجتمع يسوع هي رمز نجاسة). عمل يسوع بالنسبة إليهم تخريبيّ، وهذه عادة يسوع: تخرُب دعوته إلى الحياة ترتيبات الناس، والصفقات التي يعقدونها مع الظلمة. أَهْلُ الظُلْمَةِ يُفَضِّلونَ أن يبقى أخ لهم في مرضه على أن يخسروا هم شيئًا. الأشياء أغلى عندهم من حياة الناس. أمّا موقف يسوع فيعكس تأكيده على حقّ الإنسان المُطلَق باستعادة حياته، بأن تتأجّج فيه الحياةُ من جديد، وعلى أنّ كلّ تضحية مادّيَّةٍ جديرةٌ بهذا الهدف. من خلال موقفه هذا، يعلن يسوع أنّ الممتلكات هي لا شيء أمام وجه إنسان يحيا من جديد. لو سألنا اليوم أرض بلادنا ما اسمك، لانتفض جسمها وقالت "جحفلٌ، لأنّنا كثيرون". شياطينُ كثيرةٌ في جسم البلاد، يومًا تسمّي نفسَها نوّاب، ويومًا وزراء، ويومًا رئاساتٍ وسلاطين، ويوما رجال دين. والشياطينُ أعملت قتلًا في البلاد، في لحم بناتها وأبنائها، في آمالهم، في أتعابهم، وفي أطفالهم. طالما رمت الشياطينُ البلادَ في نار الحروبِ، وفي بحيرات الديون، حتّى تقتلها، وطالما صرعتها في وسط النهار، وفي الليلة الظلماء. شياطين السياسيّين والمصرفيّين تكاد تقتل البلاد، ويفضّل المستفيدون أشياءَ الشياطين، وممتلكاتها على نجاة الناس، ولا يريدون للشياطين أن تخرج من جسد البلاد. تنهار الحياة في الناس وحولهم، والشياطين لا تريد أن تخرج، والمستفيدون يفضّلون أن يفنى الشعب على أن يخسروا أموالًا. إنَّهُ الخيار بين حياتنا وممتلكاتهم. "الشيطان يجرّنا هنا وهناك ويديرنا إلى الجهات كلّها"، يريدنا ألّا نرى الطريق، ألّا نتذكّر أنّ يسوع يمكنه أن يطرد الشياطين إن «عملنا معه» بالفعل، إن تجرّأنا على أن نصرخ بالشياطين ونطردها باسمه، وإن بدأنا بطرد شياطين العبوديّة للزعيم (والتي نسمّيها جُبنًا "قناعة"، ما هذه القناعة التي لا تنحرف في أيّة لحظة قيد أنملة عن تلفزيون "الزعيم"!)، وبطرد شيطان الاتّكال الطفوليّ على «الزعيم»، وشيطان اليأس، وشيطان الخوف، وشيطان تأليه أيّ إنسان وبخاصّة السياسيّون والمصرفيّون والأغنياء ورجال الدين، وشيطان المال والسلطة، لنتكّل على الفعل الجماعيّ، وعلى احترام أنفسنا والثقة بها، والثقة بالله وقوّته (بالنسبة لمن كان مؤمنًا). سياسات الحياة يمكن تأسيسها على القاعدة التي قرأناها في تصرّف يسوع: أنّ الممتلكات هي لا شيء أمام وجه إنسان يحيا من جديد. حياة الناس أهمّ من خسارة المستفيدين والشياطين لملايينهم. ضللنا الطريق سنواتٍ طويلةً فما عسانا فاعلين؟ أنفضّل فتات الأموال التي ترميها لنا الشياطين؟ أم نطرد الشياطين من عقولنا وقلوبنا ومن جسد بلادنا لكي نحيا؟ القرار ليس بيد الشياطين، هؤلاء قلّة، القرار كان وسيبقى بيد الناس، ولا بدّ أن يبدأ دائمًا بطرد شياطين كثيرة من العقل والنفس. الثلاثاء ٢٣ حزيران/يونيو ٢٠٢٠
خريستو المرّ نحن اعتدنا يسوع لدرجة خطيرة. أحيانا كثيرة لم تعد كلماته وتصرّفاته تُسائلنا إذ صرنا نقرأ الأحداث التي عايشها كأنّها تعنيه هو ومن كانوا حوله فقط، ونحن واثقون من موقفنا: نحن إلى جانب يسوع بكلّ تأكيد. لكن إن أخذنا كلمات يسوع وأفعاله على محمل الجدّ، وتأمّلنا من خلالها واقعنا اليوم، فهمنا أنّ يسوع شكّل فضيحة كاملة لمحيطه، وأنّه يشكّل اليوم فضيحة كاملة لنا. عندما أعلن يسوع، في الناصرة التي ولد فيها، أنّه سيبدأ مهمّته التبشيريّة، وضعها تحت عنوان التحرير "روح الربّ عليّ، لأنّه مَسَحَنِي لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر، وأرسلَ المنسحقين في الحرّية". مهمّة التحرير هذه، بجميع أوجهها، تشكّل فضيحة لنا اليوم. ماذا لو وقف إنسان اليوم وقال إنّ الكنيسة تصغي للمسيح ولحضور روح الله فيها، ولهذا هي تنادي بإلغاء نظام الكفالة فورًا، وبإطلاق المعتقلين السياسيين فورًا، وتريد للشعوب الحرّية فورًا، وأن تستتبّ العدالة الاجتماعيّة الآن، وأن يجري توزيع عادل للثروات وفرض ضرائب تصاعديّة على المداخيل جميعًا لتوزّع على شكلِ خدمات للشعب، وهي ترفض أيّ بيع لممتلكات الدولة ووضعها بتصرّف أيّ كان، وخاصّة المسؤولين عن النهب العام؟ عندئذٍ، كم من مسيحيّة ومسيحيّ، ومجموعة وسياسيّ واقتصاديّ وصحفيّ وأستاذ ومتخصّص وخبير مسيحيّ، سيعارضون تدخّل الكنيسة في "السياسة"، مع أنّهم لا يأنفون أن يتدخّلوا، هم وغيرهم، فيها ولكن طائفيًّا أي بشكل يحفظ مصالحهم بتمزيق الشعب وبنهب البلاد؟ هؤلاء يعارضون التوزيع العادل للثروة والتخطيط في الاقتصاد، لأنّهم يدافعون عن استغلال الناس (الاسم الحقيقي لـ"الحرّية" الاقتصاديّة)، وعن احتكار الثروة الوطنيّة (الاسم الحقيقي لـ"المبادرة الفرديّة"). هؤلاء لا يأنفون أن يخفوا ضوء الانجيل "تحت المكيال"، لأنّ الانجيل يشكّل لهم فضيحة في الميدانين السياسيّ والاقتصاديّ. يسوع لم يكن فضيحةً فقط بإعلانه إرسال الْمُنْسَحقين في الحرّية وتبشير المساكين، بل كان قمّة الفضيحة بإعلانه فورًا بعد ذلك بأنّ أهل مدينته ووطنه لن يقدروا أن يستفيدوا من عمله هذا، فـ"ليس من نبيّ مقبول في وطنه". أعلن لهم أنّهم لن يريدوا أن يسيروا في الطريق الذي سيدعوهم إليه، وبالتالي لن يعيشوا مفاعيلها. وبالفعل، لم يتأخّروا، إذ "قامُوا وأخرجوه خارج المدينة، وجاءوا به إلى حافّة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنيّة عليه حتّى يطرحوه إلى أسفل"؟ لم يتوانَ أهل مدينته، الذين طمعوا في الاستفادة من عمله، في أن يحاولوا قتله في اللحظة التي أظهر لهم فيها بأنّهم يجب أن يبذلوا جهدا ليسيروا في الطريق. كانت أذهانهم محصورة بكيفيّة "الاستفادة" من يسوع، وليس بالأفق الذي يدعوهم أن يسيروا إليه. ألسنا نفعل الأمر نفسه اليوم عندما نأبى أن نسير في خطّ يسوع في طريق المشاركة في الخيرات الوطنيّة، ونأبى أن نعلن حالة طوارئ إيمانيّة لنناضل بشكل فاعل مع الناس جميعا، بل نريد فقط أن نستفيد من "يسوع" في السياسة والاقتصاد، ونترك معظم الشعب "مطروحًا بين حيّ وميت" على قارعة التاريخ؟ يلتفّ الطائفيّون أحيانًا كثيرة حول صنم قبيلة، لا حول كلمة الله، لسان حالهم "أيّ إلهٍ عظيمٌ مثلُ إلهنا". يخلطون بين القبيلة وبين الله، وتصبح عندهم قضيّة الطائفة هي قضيّة الله، ومصالح الطائفة هي مصالح الله. يستبدلون الله غير المـُدرك الذي يدعوهم إلى الاستكشاف والتفكير والابتكار، بالطائفة الملموسة الممسوكة. لو أتى يسوع، أو نبيٌّ، اليوم، وقال كلماته في مجتمعاتنا لأخرجه الكثيرون من "أهله" خارج "مدينتهم" وحاولوا قتله. يسوع قُتِل في النهاية خارج أسوار المدينة التي لم تُطِقِ النورَ ولا الحرّيةَ مِنْ ذاك الذي كان فضيحتها. لقد كان يسوع فضيحةً حتّى لأقربائه، فنعتوه مرّة بالجنون فـ"أقرِباؤُهُ خرجوا ليُمسِكوهُ، لأنَّهُمْ قالوا: "إنَّهُ مُختَلٌّ!". ألم يحن الوقت كي يجنّ المسيحيّون كمعلّمهم، داخل نظام الظلم الذي يسحق وحراكِ الألم الاجتماعيّ الذي يغلي؟ ألم يحن الوقت أن يطالبوا بشفاء انكسار قلوب المساكين بتطبيق العدالة الاقتصاديّة للجميع، ويسعوا لإطلاق المأسورين في الفقر بواسطة النظام الموجَّه لخدمة الشعب؛ ويشاركوا بفتح عيون الناس على جرائم "الحرّية الاقتصاديّة" بكسر أبواق الظلم المنافقة؟ ألم يحن الوقت ألاّ يناموا حتّى يكونوا حَفَّازَ ورشةِ تحرير وطنيّة تنتظر أن تولد، وأن يصيروا نكهةَ ملحها؟ الثلاثاء ١٥ حزيران/يونيو ٢٠٢٠
خريستو المرّ من أحبّوا أن يكونوا ولم يكتفوا بأن يعيشوا وبأن يحتموا بالجماعة من أنفسهم ومن خوفهم من حرّيّتهم، يشعرون دومًا بأنّهم منفيّون عن القبائل. هؤلاء يشبهون الذين "لم يولدوا من لحم ودم ولكن من الله ولدوا" والذين لهذا يشعرون بأنفسهم منفيّين عن "اللحم والدم" أي عن السعي إلى الوجود من الخارج، فهم يسعون إلى التواصل مع نبعٍ لوجودهم داخليٍّ حتّى الأعماق، ويرتابون من الرغبة بالأشياء والجماعات ومن الخوف من فقدانها. أولئك وهؤلاء واحد، فمن سعى إلى التشبّه بالله، سعى إلى الحرّية التي سكنت فيه، ولم يعرف نفسه منتسبًا إلّا إلى الكلمة النازلة من فوق، وأعلاها على نفسه ولم يخف أن يُرمى في فم الأسود: أسود الرومان أو أسود فاشيّة الجماعات. وفي المدى الأقصى يسكنُ هؤلاءِ المنفى، ومنهم مَنْ يهجّ من نفاق المدينة المتكوّمة على أوهامها، ليلاقي الفرح في القفر، هناك حيث يطير به الروح ويدلّه على طريق الذي عُلّق على صليب الغربة خارج أسوار القبيلة، قبل أن يُعَلَّقَ على صليبٍ من خشب خارجَ أسوار المدينة. ومَنْ قال، ومن فعل ما يُعاكس جماعةً بدأت تسير مسار القبيلة، أو سارته، يدفع ضريبة المنفى، لا محالة. فالقبيلة غريبة عن لغة الوجوه، ولا تعرف إلّا التكتّل، ولهذا قد تبدو أنّها تُبغِضُ من دون سبب، لكنّ الحقيقة أنّ القبيلة تبغض الوجوه بفرادتها، فالوجه شرخ لا نهائيّ في مسعى القبيلة إلى أن تكون كتلةً واحدةً بلا وجه، كتلة محيطٍ يُشعرها بأمان المعروف والمتكرّر، وباطمئنانٍ تجاه القبائل "الغريبة". القبيلة تريد الوحدة بالنغمة الواحدة، ولكنّها تجهل الاحتفال بالنوتات النافرات المحلّقات في وحدة حكايةِ السيمفونيّة. والقبيلة تريد تطويق احتمالات الفشل، وتطويق مخاطر الحياة، وتجهل العدميّة القائمة في تطويق الأجنحة بأمان القفص. جسم المسيح المعلّق على الصليب هو أنشودة الذين لا طريق لهم إلّا المنفى الساكن كلمات الحياة؛ والحياة لا تكون في نسيان المصلوبين، ولا في صون المؤسّسات على حساب الوجوه، فهذا شأن كلّ قبليّة صرخت "خير لنا أن يموت إنسان عن الشعب ولا تهلك القبيلة". لكنّ الحياة هي تمامًا في موت القبليّة ليحيا الناس في حرّية الروح؛ لأنّه عندئذٍ، وفقط عندئذ، يمكنهم أن يكونوا واحدًا كما أراد يسوع الوحدة أن تكون: رقصةُ محبّةٍ واحدةٌ لمتعددين، حياةٌ مشتركة تكمن في كشف نغمات الحقّ، الذي وحده ينفخ في أجنحة الناس رياح الحرّيّة، ويؤسّس الجماعات على نمط قلب الله. ويرى الناس في المنفيّين كبرياء، ويرون جنونًا. ولكنّ جنون المنفى، رغم التمزّق، أمانة ليسوع وروحه، ويبقى أفضل من موت القبائل. المنفيّون هم نجاةُ أهل القبائل من قبورهم، ولا يريد المنفيّون لأنفسهم النجاة، ولا يهمّهم سوى أن تُحفَظَ الوجوه في حلاوتها وأن يزول غبار العتمة، وأن ينطلق أولاد الله معًا في حقول الحبّ. والذين ولدوا من فوق يلبسون السماء وتلبسهم، لكنّهم يأكلون كغيرهم، ويشربون كغيرهم، ويلعبون كغيرهم، لا يسكنون أراضيَ خاصّة، ولا يتّفقون على لهجة سوى لهجة الضوء، متجذّرون مع أترابهم ومسافرون كصحراء، معانقون لأوطانهم وغريبون كهامشٍ، ولهذا تكرههم القبائل لأنّها تخشى ألوان الحدائق، فالألوان ريحٌ لا تُمسَك ولا يُعرَفُ موضعها. لكنّ الغرباء مخلصون، وعندهم وجوه المحبّين والأصدقاء تربة لقاء لا ينتهي. ولا يشعر المنفيّون بالعزلة لأنّهم يسيرون في قافلة المحبّين الذين سبقوهم والذين عاصروهم، ويبقى ولاؤهم للريح أنّى شاءت أن تهبّ، وللوجوه في قلب القبائل، حتّى تزول غربة العشّاق في قلب الله، يوم يهلّ الفجر . الثلاثاء ٩ حزيران/يونيو ٢٠٢٠
خريستو المرّ ليس من شخص مكروه أكثرَ ممّن يضع الحقائق في العراء. لم يُقتل يسوعُ المسيح صدفةً. مشكلة السلطة مع يسوع كانت أنّه عرّاها وأظهرها على حقيقتها، وأنّه حطّم صنم الذات الجماعيّة التي تتأمّل فيها الجماعات ذاتها «ببراءة»، وحطّم الأصنام الشخصيّة التي يغطّي بها ذوو السلطة قباحاتهم. لهذا، كان القتل مصير يسوع. هؤلاء الذين اعتادوا اليوم أن يحبّوا يسوع لأنّهم اعتادوا منذ طفولتهم على أن يحبّوه، قد يصرخون «اصْلِبْهُ اصْلِبْهُ» لو جاء اليوم وعرّى الحقائق في مجتمعاتهم وكنائسهم؛ حقائق بيتٍ بأصنام كثيرة. ولنعطِ أمثلة عن أصنامنا: المعبود السياسيّ للكثيرين هو مجرم ولصّ (صنم الشخص). التعامل العنصريّ مع الآخرين: ذوو بشرة داكنة، أناس من وطن آخر (صنم الجماعة). التشبّث بالطائفيّة إلى أن يتخلّى الآخرون عنها (صنم الدين). العنف ضدّ المرأة (صنم الذكورة). الخوف من الحرّية (صنم السلطة). رفض المناولة بِغَيْرِ الملعقة (صنم العادة). المطالبة بـ«حقوق الطائفة»؟ (صنم الطائفة). الصمت عن التحرّشُ والاعتداءات الجنسيّة في الكنيسة حماية لصيتها (صنم الجماعة). هناك انزعاج وحرج عام عند ذكر المشاكل، ومحاولة إخراس لكلّ نقد بالقول بأنّ إثارة كلّ هذه الأمور من شخص هو تفرّد متكبّر، وأنّ مقاربة الأوضاع في الكنيسة الأرثوذكسيّة تتمّ بكثير من الرويّة، بعيدًا عن الإعلام، تعبيرًا عن «حكمة» راكمتها الكنيسة خلال قرون. لكنّ الناس لا يعيشون لقرون. فالمظلومون ليس لديهم قرونٌ ليحيوها حتّى يُرفَعَ الظلم عنهم أو تصطلح الأوضاع حولهم. مشاكل الناس قائمةٌ الآن. فلنأخذ مثلاً مزعجًا ملموساً يحاول معظم الناس نسيانه «والوقحون» أمثالي لا ينفكّون يذكّرون به، عندما واجهت الكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة تحدّي الاعتداء الجنسيّ، أبدى المسؤولون فيها جهلاً كارثيّا ومقاربات للأوضاع تعود للقرون الوسطى (قروسطويّة)، كما وأبدت جماعات في الكنيسة مقاربات هذيانيّة للواقع. اليوم المسؤولون الرسميّون بكلّ «حكمة» لا يخطّطون لبناء مستقبل نتلافى فيه هكذا أوضاع. وهاكم مثلاً آخر، في ظلّ الفقر ما من صوت رسميّ جدّي يدعو لتحقيق العدالة الاجتماعيّة بل هناك اكتفاء بتوزيع مساعدات (حيثما أمكن)، وفي المقابل هناك مطالبة رسميّة شرسة بوظائف لبضعة أشخاص تُسَمّى ذلك زورا مطالبة بـ«حقوق الطائفة»؟ أيّ صمت كنسيّ رسميّ منافق هو هذا عندما تكون أيقونة الله (الإنسان) مُداسةً في بلادٍ نعرف أنّها كانت (ولم تزل) منهوبةً من سياسيّين على علاقة وطيدة بالمطارنة والبطاركة؟ تخفيف الجوع لا يكفي، هناك أسباب للجوع السكوت عنها تواطؤ، صحبة المسؤولين عنها تواطؤ. تحدّيات الأصنام التي ذكرتها فوق وغيرها، غير مطروحة أساسًا للنقاش والتخطيط الرسميّين، إلاّ، ربّما، من وقت لآخر، عبر علاقات شخصيّة. ولكن هل الكنيسة تقوم على علاقات شخصيّة بين المسؤولين؟ أم أنّ هناك كنيسة يجب أن يتمّ فيها الحوار العامّ والعلنيّ؟ أليس خَطِرًا أن تَخْتَصِرَ العلاقاتُ الشخصيّةُ الحياة الكنسيّة بكاملها؟ أليس من الممكن أن يجنح الحوار الشخصيّ عن مقاصده بالضبط لأنّه شخصيّ، وغير علني؟ بلى، هناك خطر وهذا ليس حُكمًا على أحد، بل حكمة تقتضيها قراءة الضعف البشريّ. ليس أفضل من الحوار العلنيّ بقيادة تنظر إلى حياة الناس الآن وهنا. ليس أفضل من الحوار الذي يُخاض من الجميع في القضايا التي تخصّ الجميع. أمّا بالنسبة لحجّة عدم نضوج الشعب للحوار، أليست هذه حجّة الديكتاتوريّين بأنّ شعوبهم غير ناضجة للديموقراطيّة؟ وكيف ينضج الناس دون علنيّة وحوار؟ أليس في ذلك أبويّة في غير محلّها، أبويّة لا تنمّي بل تتفرّد ويُخشى أن تتسلّط؟ العلاقات الشخصيّة التي تُقارب قضايا عامّة تكون حكيمة عندما تسعى أن ينطلق الحوار العلنيّ، لا عندما تكون بديلًا عنه. لكنّ الخوف مستشر في أنطاكية، والخوف من حدوث مشكلة يزيد من إمكانيّات حدوثها عندما يؤدّي الخوف إلى الهروب من مواجهتها. الحكمة تقتضي مواجهة الخوف بالتفكير والتخطيط والتشاور وحشد القوى المستنيرة، أمّا الهروب فليس حكمة، الهروب له اسم آخر. يمكن للإنسان أن يكون متسامحًا مع الذين يعتمدون على السلطة الكنسيّة لإعالة عائلاتهم، فيستبطنون المحرّمات الفكريّة ويمتنعون عن النقد ويسمّون ذلك «حكمة»، ولكن نذكّرهم أنّ رئيسهم في «الوظيفة» هو أساسا يسوع المسيح. ندعو لهم ولنا ألاّ يغرينا شيء، لا سلطة العالم ولا السلطة الكنسيّة، وأن تجذبنا وراءها حرّيةُ الروح، فنستجمع عندها شجاعة واثقةً بوعد يسوع الرمزيّ للسائرين وراءه بأنّهم "يَحْمِلُون أفاعٍ، وإِنْ شربوا شيئًا مميتًا لا يَضُرُّهم" (مرقس 16: 17)، وبهذه الشجاعة نحرّك معًا وكر أفاعي التحدّيات الكثيرة، متجرّعين سُمّ المتسلّطين وضيّقي القلوب، واثقين من أنّ ذلك لا يضرّنا بل، على الأقلّ، يُبقينا "على قيد الحياة روحيًّا"، كما عبّر مرّة اللاهوتيّ الكاثوليكيّ يوجين دروورمان. الخميس 4 حزيران/يونيو ٢٠٢٠
خريستو المرّ خبرة الجماعة والشخص، أو الوحدة والتمايز هي خبرة الحياة كلّها برأيي، لأنّها خبرة تحقيق المحبّة في الحياة اليوميّة يتّضح لنا في حدث العنصرة الذي عيّدنا له منذ أيّام وجهَي الوحدة والفرادة، فنزول الروح القدس كان على شكل ألسنة كأنّها من نار "استقرّت على ...كلّ واحد... منهم". لم يستقرّ الروح بهيئة لسان واحد وإنما ألسنة خاصّة إشارة إلى علاقة شخصيّة للروح القدس مع كلّ شخص؛ وهي تلك العلاقة الشخصيّة نفسها التي عبّر عنها يسوع بقوله "أدعو خرافي بأسمائها". وفي نفس الوقت في العنصرة غدا الجميع جماعة واحدة، كنيسة. هناك تشديد كبير في التربية الكنسيّة على وحدة الجماعة، وهذا حسن. لكنّ التوازن اللاهوتيّ لا يكون إلاّ بتشديد مقابل على دور الروح القدس الخاصّ والشخصيّ في قلب كلّ إنسان، بحيث نشدّد أنّ هناك حكاية شخصيّة فريدة لكلّ واحد في حكاية الجماعة مع الله؛ وأنّ هناك مسؤوليّة شخصية لكلّ شخص مع مسؤوليّة الجماعة كلّها. يجب ألاّ ننسى أنّه مع المعموديّة التي تجعلنا واحدًا في جسد المسيح، هناك الميرون وهو سرّ يؤكّد الشخص في فرادته وحرّيته وكرامته. لاهوتيّا، مسؤوليّة كلّ إنسان هي أن يصير شخصًا، وذلك بأن ينمو في تأكيد ذاته ومواهبه ودوره الفريد، وبأن يسعى في الآن نفسه أن يكون في وحدة مع غيره، أن ينمو نحو مثال أو "ملء قامة المسيح". الحياة الإنسانيّة الحقّة تجمع الوحدة والفرادة، في رقصة هي على صورة «رقصة الحبّ الأبديّة». موهبة الروح في النهاية هي موهبة نار الحبّ. سوف يأتي من يعمدكم "بالروح والنار"، قال يوحنّا. ونحن نأكل كلمة يسوع الملتهبة التي يعلّمنا إيّاها الروح ("هو يُعْلِمُكُم بكلّ شيء") لنكون لَـهبَه في هذا العالم. علّنا نصير كالعليقة الملتهبة في هذا المجتمع الذي نعيش فيه، ومن يشأ أن يأخذ من الملتهبين يلتهب، كما تصوّر خدمةُ صلاة سحر الفصح ("الهجمة") بروعة حيث نتناقل نار الشموع الخاصة من بعضنا البعض. النار الواحدة موزّعة شخصيّا وتوحّد الجميع في حكاية نرجوها محبّة. لكنّ الروح لأنّ حبّ فهو مـُعطى للكنيسة ليس لتحتكره. لا يجوز أن تستخدم الكنيسة ماء المعموديّة، معموديّة الروح، مرآةً تتأمّلُ فيها ذاتها بنرجسيّة وفوقيّة تحتقر العالم أو تنغلق عنه، بل ينبغي أن ترى بها حافزا لاحتضان العالم لإيمانها بأنّ من شرب من يسوع «تجري من بطْنه أنهار ماء حيّ». الروح يَهَبُ بغير حساب، والكنيسة تستقبل الروح ليس من أجلها ولكن «من أجل حياة العالم»، من أجل أن تعمل مع الله وتشارك غيرها في تقديم جواب بشريّ على نداء الله في التاريخ: أن يحبّ الناس بعضهم بعضا كما هو أحبّهم. ويتّضح ذلك من ترانيم العنصرة "مبارك أيّها المسيح إلهنا، يا من أظهرت الصيّادين غزيريّ الحكمة، إذ سكبت عليهم الروح القدس، وبهم اصطدت المسكونة". وكما أنّ فعل الروح القدس له يجمع وجهين وجها أسراريّا ينشئ الجماعة في يسوع، ووجها شخصيّا داخليّا يخاطب الحرّية الشخصيّة في الكرامة الإنسانيّة، فإنّ احتضان العالم، هو مهمّة شخصيّة وجماعيّة بآن. «اصطياد» المسكونة هو مسؤوليّة جماعيّة وشخصيّة، وهو بمثابة تقديم جواب شخصيّ وجماعيّ لحضور الروح في الكنيسة. وعندما يكون هناك مسؤوليّة فهناك ضرورة لتحديد ليس فقط الرؤية بل أيضا مقاييس للحقّ والباطل، للخطأ والصواب، ولو كانت المقاييس متغيّرة مع بتغيّر الأزمنة وغير كاملة وصادرة عن أناس خاطئون يتوبون. وهل من أحد كامل؟ أليست الكنيسة هي "جماعة الخطأة الذين يتوبون" كما قال أحدهم يوما؟ المقاييس توضع بحسب ما يوحيه الروح للكنائس في زمن ما، وبحسب ما يمكن للكنيسة أن تقرأه من "علامات الأزمنة". لا يمكن تعطيل قدرة الأشخاص على استقراء الانجيل واستيحائه ووضع المقاييس للحكم على السياسات والأفعال والأقوال والكتابات في الحياة البشريّة الملموسة، بحجّة أنّ الإنسان خاطئ ويحتاج لتوبة وانّ كمال الحقّ يتجاوزه دوما. في كلّ لحظة وامام أيّ موقف وفعل وعمل وسياسات، لا بدّ من قياس وحكم و....حوار... من أجل مقاربةٍ أقرب إلى الحقّ. وقد تكون بعض المقاربات متكاملة ولو مختلفة. الحياة عنايةٌ بالذات والآخرين، يفرضها شعور بالمسؤوليّة عن الذات والآخرين، وتُقدَّمُ باحترام لفرادة الذات والآخرين، وتطلّب معرفة للذات والآخرين ولهذا الكون وحقائقه، فكيف إن كانت الحياة جذرها إله محبّة، متجسّد ومصلوب لتكون للناس الحياة وتكون أوفر؟ الثلاثاء 2 حزيران/يونيو ٢٠٢٠
خريستو المرّ في هذه الحياة، هناك طريقتان لتزوير الوحدة في الجماعة: الخضوع والتسلّط. بالخضوع يرتاح الإنسان من عبء الحرّية المـُلقى على كتفه، لا يعود يحتاج أن يسعى أن يؤكّد تمايزه وفرادته، أو أن يلتقي بالآخرين متجاوزا التمايز الطبيعي بين البشر. الحرّية متعبة، فهي تُشعر الإنسان بأنّه مختلف عن الآخرين، والاختلاف يُضعضع الشعور بالوحدة ويحفّز الشعور بعدم الأمان. والحرّية متعبة لأنّ الإنسان يخشى أن يخطئ، وهذا يضعه مباشرة أمام حقيقته بأنّه ليس كاملا ولا يستحوذ على الحقّ، أي بأنّه ليس الله. بالخضوع يزوّر الإنسان وجوده ليبقى في الجماعة فيتحوّل إلى شاة في قطيعٍ جاهزٍ للتعصّب والفاشيّة. ويعقلن الإنسان موقفه بأنّه «مطيع» للجماعة، ويغلّف جُبْنَهُ بكلام حول المحبّة، وكم ارتكبت هذه «المحبّة» لصون «الوحدة»، جرائم في التاريخ! وبالتسلّط أيضا يرتاح الإنسان من عبء الحرّية، إذا يمكّنه التسلّط بأن يتوهّم بأنّه يتجاوز تمايز الآخرين عنه، فيحقّق بإلغائهم وحدة وهميّة. المحبّة والحرّية توأمان، لا محال. لا يمكن تحقيق لقاء محبّة إلاّ بالحرّية التي وحدها تسمح للأنا الجميلة الفريدة بتجاوز عزلتها لتلتقي بالآخر الجميل الفريد فيشكّلا معا وحدة لقاءٍ حقيقيّ، يحترم الفرادات، ولا يعزل أحدا. بالطبع، لا يمكن تحقيق اللقاء إلاّ مع من سعى للوحدة وارتضى احترام الحرّية في آن. الحرّية هي البيئة التي تسمح بنشوء اللقاء، أي بنشوء المحبّة؛ ومن هنا شرط المحبّة هو الحرّية. وفي المقابل، شرط صون الحرّية من انغلاقها على نفسها وموتها الروحيّ والنفسيّ هو المحبّة. إذن، الأولويّة ليست للإبقاء على وحدة الجماعة مهما كلّف الأمر، والتضحية بالأشخاص على مذبح وحدةٍ وهميّة تخفي الخلافات ولا تواجهها. هكذا تصرّف "يقتل" الإنسان ويفكّك الوحدة، وسيظهر هذا التفكّك عاجلا أم آجلا عند أوّل أزمة. الجماعة ليست الأولويّة، الأولويّة هي الشهادة للحقّ من أجل الجماعة ومن أجل الذات، أي من أجل الحياة، وهذا يتطلبّ إدارةً للتمايز والخلافات داخل الوحدة، في بيئة الحرّية. بالنسبة للمسيحي يسوع هو الحقّ. وبالتالي، لا يمكن أن يدّعي أحد الاستيلاء على الحقّ، ولكن هذا لا يعفي الناس (وخاصة مَنْ كانوا في موقع المسؤوليّة) من أن يشهدوا لما يرونه حقّا، وأن يقودوا بعضهم البعض إلى الحقّ، وذلك يتمّ بأن يبتكروا طُرقًا لعيش التنوّع في الوحدة، وخاصّة خلال أزماتهم. المهمّ أن تتظهّر الخلافات داخل الجماعة الواحدة وأن يتمّ الحوار بين المختلفين، وإلاّ أين سيتمرّن الإنسان على ممارسة الحرّية والمحبّة، أي على احترام التمايز في الوحدة وعلى مسعى الوحدة في التمايز؟ سيكون خطأ تربويّا كبيرا أن تدعو جماعة بأن لا يتمّ حوار على الخلافات لأنّ الناس ليست ناضجة كفاية. هذا ما يقوله الخائفون، والديكتاتوريّون منهم يفرضون رأيهم على شعوب بأكملها. ألا تطرح المحبّة الخوف خارجا؟ أخشى أنّ الخوف يجمّد المبادرة والابداع. ما قلناه حول المحبّة كوحدة للمتمايزين في بيئة الحرّية، هو رؤيةٌ ضروريّة لكي يحفظ الإنسان نفسه، فردا وجماعة، من الشطط. ولكنّ هذه الرؤية ليست... وسيلةً... لحلِّ المشاكلِ المطروحةِ في عالم اليوم. من الكسل أن نبقى على الرؤية دون مواجهة الملموس والتخطيط للملموس. الخلافات الكبيرة داخل جسم واحد (السياسيّة مثلاً)، لا يقف منها الإنسان أو الجماعة موقف "لا أريد أن أكون طرفا في أيّ تحرُّكٍ ممكن أن يكون خلافيًّا"، بل يعمل على تفعيل الحوار وخلق بيئة تساعد على تقدّم الجماعة ونضوج الأشخاص، واتّخاذ المواقف المنسجمة مع الرؤية. بعدها كلّ إنسان حرّ، وتحترم الجماعة حرّية الشخص والشخص حرّية الجماعة، ولو كلّ منهم يرى الآخر على خطأ، ولكن كما الشخص لا ينبغي برأيي أن يفرض على نفسه الامتناع من اتّخاذ موقف حتّى لا يُقسم الناس، بل كلٌّ يشهد بما بدا له من حقّ ومن شاء أن يسمع فليسمع ومن يغضب فليغضب؛ كذلك الجماعة ينبغي أن تشهد، ومن يترك الجماعة لشهادتها فيتركها بحرّيته. فكلّ موقف يُتَّخّذ على هذه الأرض (مثلاً، الموقف الذي رفض عام 2012 تشكيل هيئة مدنية طائفيّة تمثّل الأرثوذكس) هو بالضرورة موقف غير حياديّ ويقسّم. لا يمكن تقديم أيّة شهادة على هذه الأرض دون أن تكون شهادتك قد قسمت العالم. إن اتّخذت موقفا أنّك مع العدالة الاجتماعيّة لا بدّ أن تقسم و«تجرح مشاعر» لأنّ هناك من يرى أنّ استغلال الناس هو مجرّد سعي «شرعيّ» للربح! رؤية التوازن بين الوحدة والتمايز، بين الجماعة والشخص، توحي وتحفّز وليست أداة حلّ، والمحبّة لا تقتضي النأي بالنفس وإخفاء الانقسامات وتناسي التحدّيات (سياسات فاشيّة، سياسات استغلاليّة، تسلّطـ، إذلال، اعتداء، تحرّش)، بل تقتضي ابتكار أنماط لإدارة التمايز والخلاف؛ واستخدام العلوم المختلفة وسائل لمواجهة التحدّيات. الرؤية ليست بديلا عن الفعل الخلاّق بل ينبغي أن تكون حافزا له. |
الكاتبخريستو المر الأرشيف
December 2023
Categories |