القيامة في حياتنا اليوميّة
|
من الكتاب
"المسيحية لا تنفي الألم، ذلك أنّها تهدف إلى التربية على الحبّ من أجل الاتّحاد بالله، والحبّ في هذا العالم يمرّ بالألم. الحياة هدفها أن نتألّه، وذاك بأن نتعلّم أن نحبّ الله والناس والعالم، فننمّي مواهبنا، ننمّي "صورة الله" التي فينا (الحرّية والحبّ والمحبّة والفكر والخلق والقدرة على إقامة علاقة مع الآخر) لنصل إلى "مثال الله". الله محبّة، ونحن مدعوون للاتّحاد به، وهذا لا يمكنه أن يحدث بدون محبّة. ولكن من يقول محبّة يقول ألم لا محالة. الله لا يتفرّج على آلامنا، كما قد نتخيّل، ولا هو يقف منها موقف المُسَجِّل البارد لمدى صبرنا وإيماننا، كما قد يخطر على بالنا؛ وإنّما يبقى حاضراً- لا نعرف كيف - في آلامنا، في قلب مآسينا التي تحرقنا من كلّ جهة، فيرمي في قلب نارها ندىً إلهيّاً، قوّة إلهيّة، تعضد قوّتنا الإنسانيّة، كي نتجاوز موتنا. في قلب كلّ جحيمٍ نحياه، ينزل المسيح إلى جحيمنا ويمنحنا قوّة قيامته القضيّة إذا كلّها قضيّة حبّ وليست قضيّة ألم أو تعذيب مازوشيّ للذات. صليبنا، آلامنا التي لا بدّ منها، إذا تبنّيناها متمسّكين بالله رغم كلّ شيء، اشتركنا في صليب المسيح كتعبير عن محبّة لا تتراجع أمام الألم، وصرنا في المسيح فأشرَكَنا في قيامته. الألم بحدّ ذاته، إذاً، لا يحمل قيمة خلاصيّة، المحبّة هي التي تحمل قيمة خلاصيّة، لأنّها نعمة من الله-المحبّة. من واجب المسيحيّين الإيمانيّ أن يواجهوا الاستغلال، لأنّه معادٍ للحياة القياميّة، للحياة في المحبّة. وإن كان الفقر الطوعيّ مغبوطاً، فإنّ التفقير القسريّ أمر معادٍ لكرامة الإنسان، وتجسيدٌ لشرٍّ يفتك بإخوة يسوع "الصغار" المُفَقَّرون، كما ويفتك بالمشارِك بالتفقير الذي تحجّر قلبه. علينا مواجهة الاستغلال لأنّه يفقّرنا أو يفقّر الآخر، والاهتمام بالآخر أمرٌ جذريّ في المسيحيّة، فـ"بعد الله، علينا أن نعتبر كلّ إنسان الله نفسه" كما علّم إيفاغريوس"
خريستو المرّ
"المسيحية لا تنفي الألم، ذلك أنّها تهدف إلى التربية على الحبّ من أجل الاتّحاد بالله، والحبّ في هذا العالم يمرّ بالألم. الحياة هدفها أن نتألّه، وذاك بأن نتعلّم أن نحبّ الله والناس والعالم، فننمّي مواهبنا، ننمّي "صورة الله" التي فينا (الحرّية والحبّ والمحبّة والفكر والخلق والقدرة على إقامة علاقة مع الآخر) لنصل إلى "مثال الله". الله محبّة، ونحن مدعوون للاتّحاد به، وهذا لا يمكنه أن يحدث بدون محبّة. ولكن من يقول محبّة يقول ألم لا محالة. الله لا يتفرّج على آلامنا، كما قد نتخيّل، ولا هو يقف منها موقف المُسَجِّل البارد لمدى صبرنا وإيماننا، كما قد يخطر على بالنا؛ وإنّما يبقى حاضراً- لا نعرف كيف - في آلامنا، في قلب مآسينا التي تحرقنا من كلّ جهة، فيرمي في قلب نارها ندىً إلهيّاً، قوّة إلهيّة، تعضد قوّتنا الإنسانيّة، كي نتجاوز موتنا. في قلب كلّ جحيمٍ نحياه، ينزل المسيح إلى جحيمنا ويمنحنا قوّة قيامته القضيّة إذا كلّها قضيّة حبّ وليست قضيّة ألم أو تعذيب مازوشيّ للذات. صليبنا، آلامنا التي لا بدّ منها، إذا تبنّيناها متمسّكين بالله رغم كلّ شيء، اشتركنا في صليب المسيح كتعبير عن محبّة لا تتراجع أمام الألم، وصرنا في المسيح فأشرَكَنا في قيامته. الألم بحدّ ذاته، إذاً، لا يحمل قيمة خلاصيّة، المحبّة هي التي تحمل قيمة خلاصيّة، لأنّها نعمة من الله-المحبّة. من واجب المسيحيّين الإيمانيّ أن يواجهوا الاستغلال، لأنّه معادٍ للحياة القياميّة، للحياة في المحبّة. وإن كان الفقر الطوعيّ مغبوطاً، فإنّ التفقير القسريّ أمر معادٍ لكرامة الإنسان، وتجسيدٌ لشرٍّ يفتك بإخوة يسوع "الصغار" المُفَقَّرون، كما ويفتك بالمشارِك بالتفقير الذي تحجّر قلبه. علينا مواجهة الاستغلال لأنّه يفقّرنا أو يفقّر الآخر، والاهتمام بالآخر أمرٌ جذريّ في المسيحيّة، فـ"بعد الله، علينا أن نعتبر كلّ إنسان الله نفسه" كما علّم إيفاغريوس"
خريستو المرّ