الإعلان عن صدور الكتاب
صدر عن تعاونية النشر الأرثوذكسية للنشر والتوزيع، سلسلة وجوه أرثوذكسية معاصرة، كتاب "كوستي بندلي: وجه للضوء والحب والحرية" للدكتور خريستو المر.يقدم الكتاب واحد من أهم اللاهوتيين في الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية في العصر الحديث، الدكتور في الفلسفة والأخصائي في علم النفس، كوستي بندلي (١٩٢٦ - ٢٠١٣)، صديق المطران اللاهوتي جورج خضر وأحد أبرز الشخصيات في حركة الشبيبة الأرثوذكسية.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول.الفصل الأول:يعرف باللاهوتي والمربي بندلي كشخص من خلال بعض أوجه حياته، وهواجسه، والتزاماته، ومقاربته التربوية.
يختصر الدكتور المر في الفصل الثاني بوضوح كلي واختصار مضيء، نتاج بندلي في العربية عبر خمسة أجزاء أبرزها الكتاب للتعبير عن الهواجس التي شغلت بندلي وبرزت في 35 كتابا من نتاجه: كيفية تجسيد الإيمان في العلاقات المجتمعية، كيفية تجسيد الإيمان في العلاقات الشخصية، مساهماته اللاهوتية، حواره مع الفكر المعاصر، وأخيرا خلاصة فكرية لأهم مساهماته.
أما الفصل الثالث فهو عبارة عن مجموعة مختارة من عبارات بندلي التي تضمنها نتاجه الفكري الطويل.
يشكل هذا الكتاب مدخلا لفهم فكر بندلي ونتاجه اللاهوتي والنفسي والاجتماعي، يرحل فيه القارىء في رحلة مختصرة وممتعة مع الدكتور المر إلى الينابيع اللاهوتية والإنسانية التي أغدق بها كوستي بندلي على الجميع، هذا المفكر الأرثوذكسي الفذ الذي أضاء الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية والمسيحية الناطقة بالعربية، وما يزال يضيئها إلى اليوم.
صدر عن تعاونية النشر الأرثوذكسية للنشر والتوزيع، سلسلة وجوه أرثوذكسية معاصرة، كتاب "كوستي بندلي: وجه للضوء والحب والحرية" للدكتور خريستو المر.يقدم الكتاب واحد من أهم اللاهوتيين في الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية في العصر الحديث، الدكتور في الفلسفة والأخصائي في علم النفس، كوستي بندلي (١٩٢٦ - ٢٠١٣)، صديق المطران اللاهوتي جورج خضر وأحد أبرز الشخصيات في حركة الشبيبة الأرثوذكسية.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول.الفصل الأول:يعرف باللاهوتي والمربي بندلي كشخص من خلال بعض أوجه حياته، وهواجسه، والتزاماته، ومقاربته التربوية.
يختصر الدكتور المر في الفصل الثاني بوضوح كلي واختصار مضيء، نتاج بندلي في العربية عبر خمسة أجزاء أبرزها الكتاب للتعبير عن الهواجس التي شغلت بندلي وبرزت في 35 كتابا من نتاجه: كيفية تجسيد الإيمان في العلاقات المجتمعية، كيفية تجسيد الإيمان في العلاقات الشخصية، مساهماته اللاهوتية، حواره مع الفكر المعاصر، وأخيرا خلاصة فكرية لأهم مساهماته.
أما الفصل الثالث فهو عبارة عن مجموعة مختارة من عبارات بندلي التي تضمنها نتاجه الفكري الطويل.
يشكل هذا الكتاب مدخلا لفهم فكر بندلي ونتاجه اللاهوتي والنفسي والاجتماعي، يرحل فيه القارىء في رحلة مختصرة وممتعة مع الدكتور المر إلى الينابيع اللاهوتية والإنسانية التي أغدق بها كوستي بندلي على الجميع، هذا المفكر الأرثوذكسي الفذ الذي أضاء الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية والمسيحية الناطقة بالعربية، وما يزال يضيئها إلى اليوم.
مقدّمة الكتاب
لا يمكن لكتاب واحد أن يفي كوستي بندلي حقّه، لا كشخص فقط (فلا كتاب يمكن أن يفي أيّ شخص حقّه)، ولكن كمفكّر ولاهوتيّ ومربٍّ. رغم ذلك كان لا بدّ أن يُكتَبَ عنه اليوم، ولا بدّ أن يُحّلّل في المستقبل أهمّية نتاجه ومدى اسهاماته في عدّة ميادين، ولربّما كانت معاهد اللاهوت هي أفضل مكان لدراسة أكاديميّة لنتاجه اللاهوتيّ. أمّا هذا الكتاب فليس بكتاب تحليليّ جامعيّ يناقش مساهمات كوستي، ولا هو يسعى إلى مديح كوستي من صديق أحبّه، وإنّما كتاب يحاول أن ينقل شيئاً عن شخصيّة بندلي، كما خبرها كاتب هذه السطور عن كثب، على مدى ثلاثين عاما كان للكاتب فيها نقاشات مطوّلة، بحث فيها مع بندلي عن وجه الله في هذا العالم، واكتشف ضرورة الدفاع عن الإنسان صورة الله ومحبوبه.
عندما أنهيت هذا الكتاب عن بندلي كتبت على صفحة الفايسبوك خاصّتي "اليوم تمّ كتابي عن والدي في الإيمان والإنسانيّة، ورفيق دربٍ طويل، منتظري في الضفّة الأخرى والمعتمد عليّ هنا على هذه الضفّة، صديقي، كوستي بندلي. والشكر لله-المحبّة، وخاصّة أنّه أنعم عليّ بأن يهديني إليه، وإليّ، بكوستي، وبأصدقاء كثيرين وبحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وبزوجتي وابننا، وبكلّ مَن أحبّوني وأحببتهم"، أعتقد أنّ هذه الجملة تعبّر إلى حدّ كبير عمّا عشته شخصيّاً مع بندلي، وأنّها تلقي ضوءاً على عدّة أوجه من بندلي، من خلال خبرتي الشخصيّة له. وأترك هذه الشهادة هنا لتأمّل القارئ بما صنعه حضور بندلي في حياة المحيطين به.
هذا الكتاب يتضمّن ثلاثة فصول. الفصل الأوّل يُعرّف ببندلي كشخص: بعض أوجه حياته، وهواجسه، والتزاماته، وطريقة تعامله مع الآخرين، وشيئاً من طبعه. إنّ أكثر ما يميّز بندلي هو أنّه متّزن اتّزانا قلّ نظيره، إن كان في فكره أو في علاقاته. لقد حرص بندلي في علاقاته مع الآخرين، وخاصّة الذين كانوا أصغر منه عمراً (الفارق العمريّ بيننا هو حوالي أربعين عاماً) على ألاّ يربطهم بشخصه ورأيه، فسعى أن يكتشفوا مواهبهم وطرقهم، ممّا سمح لهم أن يكونوا أحراراً إن هم بقوا في علاقة حقيقيّة معه ولم يقعوا في منزلق تحويله إلى صنم. والأمر الثاني هو أنّه حرص مع الذين استشاروه في الإيمان، أن يصلهم بالله، بيسوع المسيح، لا بشخصه. والأمر الثالث هو أنّه لم يتردّد أن يقول ما يراه من حقّ أمام محاوره دون مواربة. والأمر الرابع، وهو الأساس برأيي لكلّ ما سبق، هو أنّه أحبّ يسوع وأحبّ الإنسان الذي أمامه. برأيي، في العمق، حرص بندلي على الحرّية والمحبّة وما بدا له من حقّ، وعلى علاقة شخصيّة مستمرّة بيسوع، ولهذا أضاء بنور المسيح، ذاك النور الكامن وراء حضور وجهه السَمِح. ومن هنا عنوان الكتاب "كوستي بندلي: وجهٌ للضوء والحبّ والحرّية"
الفصل الثاني يغطّي نتاج بندلي في العربيّة، وبالأحرى الجزء الأكبر من هذا النتاج، وبعض قليل من ندوات ومقالات استعملتها لأوضح بعض أفكاره. لقد قرّرت، أثناء الكتابة، ألاّ أُدخل في نطاق عملي هذا كُتبَه التالية:
1- يوحنّا المعمدان، ألوهة المسيح، مدخل إلى العقيدة المسيحيّة، مدخل إلى القدّاس الإلهي، إذ أنّها على أهمّيتها، لا تعكس، برأيي، مساهمة فريدة وفذّة لكوستي بندلي مثل كتبه الأخرى، التي تعكس شخصيّته ومساهماته. إلاّ أنّي ضمّنتُ الفصل الثالث الذي يحتوي مختارات من كتابه، كلمات من كتابه "يوحنّا المعمدان".
2- "مواقف الآباء ومشاكل البنين"، إذ أنّ بندلي عاد ونشر محتوياته في كتب منفصلة في سلسلة "نحن وأولادنا" والتي قمت بمراجعتها
3- كتابه الأخير "رحلة في فكر ونهج"، الذي يشرح فيه بندلي رؤيته الذاتية لكتاباته، والذي فرضتُ على نفسي عدم قراءته إلى حين نشر هذا الكتاب، إذ أنّني فضّلتُ أن أستنتج رأيي الخاص بما كتب بندلي، وأن أترك له أن يشرح رؤيته الذاتيّة عن نتاجه في كتابه الأخير
4- ولضيق المجال كان لا بدّ من أن أضع جانباً أيّ تحليل لمقالاته، وندواته، وكذلك كتبه الصادرة في الفرنسيّة، وأن أترك هذه لكتاب آخر، إن تسنّى لي ذلك.
أمّا الفصل الثالث فهو عبارة عن مختارات من كتاباته تعبّر عن رأيه في مختلف المجالات.
خلال كتابتي، سعيت جاهداً أن أعبّر عن نتاج كوستي بندلي بأمانة، وذلك من خلال إعادة قراءة لكلّ نتاجه بالعربيّة، وكذلك من خلال ولوجي إلى شخصيّته وفكره، عبر صداقة طويلة امتدّت على مدى حوالي الثلاثين عاماً، تناقشنا خلالها بمعظم المواضيع التي أتت في كتبه، بعضها بعد النشر، وبعضها قبل النشر، إذ كانت جزءاً من تساؤلاتي الإيمانيّة الشخصيّة.
وبطبيعة الحال، نقلتُ كتابات بندلي من خلال صياغتي الشخصيّة، بلغتي وأسلوبي أحيانا كثيرة، وأحياناً أخرى التزمت بالتعابير «البندليّة» كما هي، ولكنّي دائماً أعدتُ القارئ إلى الصفحات التي كنتُ أختصرها، قدر الإمكان، وعند الضرورة، بحسب ما ارتأيتُ، وحين كنت أقوم بإضافة رأيي الشخصيّ بما كان يقوله بندلي، جعلت ذلك واضحاً في النصّ بقولي مثلاً "برأيي" و"أعتقد"، أو ما يشبه ذلك. وحيث أوردتُ استشهاداً بأحد الكتّاب غير بندلي، أعطيت المرجع الصالح.
لقد كانت كتابة هذه الصفحات متعة كبيرة، وكنت أشعر بشكل حيّ وحقيقيّ بأنّي كنتُ في جلسة صداقيّة جديدة، وحوارٍ شيّق، مع كوستي، وأنّه ما يزال حيّاً ولو أنّني لا أراه، وأنّ الموت بالفعل ليس سوى انتقال من حالة إلى حالة. وأرجو أن يكون قد تسرّب إلى صفحات هذا الكتاب شيئاً من خبرتي لحضور بندلي.
أخيراً، وإنْ كنت أعتقد أنّي كنت أميناً في نقلي لفكر بندلي، فمسؤوليّة أيّ خطأ ورد في هذا الكتاب، أو سوء تعبير لما ورد في كتابات بندلي، لا يتحمّل أحد مسؤوليّتها سواي.
خريستو المرّ
تورونتو، ١٥ آب/أغسطس ٢٠١٥
عيد رقاد والدة الإله
لا يمكن لكتاب واحد أن يفي كوستي بندلي حقّه، لا كشخص فقط (فلا كتاب يمكن أن يفي أيّ شخص حقّه)، ولكن كمفكّر ولاهوتيّ ومربٍّ. رغم ذلك كان لا بدّ أن يُكتَبَ عنه اليوم، ولا بدّ أن يُحّلّل في المستقبل أهمّية نتاجه ومدى اسهاماته في عدّة ميادين، ولربّما كانت معاهد اللاهوت هي أفضل مكان لدراسة أكاديميّة لنتاجه اللاهوتيّ. أمّا هذا الكتاب فليس بكتاب تحليليّ جامعيّ يناقش مساهمات كوستي، ولا هو يسعى إلى مديح كوستي من صديق أحبّه، وإنّما كتاب يحاول أن ينقل شيئاً عن شخصيّة بندلي، كما خبرها كاتب هذه السطور عن كثب، على مدى ثلاثين عاما كان للكاتب فيها نقاشات مطوّلة، بحث فيها مع بندلي عن وجه الله في هذا العالم، واكتشف ضرورة الدفاع عن الإنسان صورة الله ومحبوبه.
عندما أنهيت هذا الكتاب عن بندلي كتبت على صفحة الفايسبوك خاصّتي "اليوم تمّ كتابي عن والدي في الإيمان والإنسانيّة، ورفيق دربٍ طويل، منتظري في الضفّة الأخرى والمعتمد عليّ هنا على هذه الضفّة، صديقي، كوستي بندلي. والشكر لله-المحبّة، وخاصّة أنّه أنعم عليّ بأن يهديني إليه، وإليّ، بكوستي، وبأصدقاء كثيرين وبحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، وبزوجتي وابننا، وبكلّ مَن أحبّوني وأحببتهم"، أعتقد أنّ هذه الجملة تعبّر إلى حدّ كبير عمّا عشته شخصيّاً مع بندلي، وأنّها تلقي ضوءاً على عدّة أوجه من بندلي، من خلال خبرتي الشخصيّة له. وأترك هذه الشهادة هنا لتأمّل القارئ بما صنعه حضور بندلي في حياة المحيطين به.
هذا الكتاب يتضمّن ثلاثة فصول. الفصل الأوّل يُعرّف ببندلي كشخص: بعض أوجه حياته، وهواجسه، والتزاماته، وطريقة تعامله مع الآخرين، وشيئاً من طبعه. إنّ أكثر ما يميّز بندلي هو أنّه متّزن اتّزانا قلّ نظيره، إن كان في فكره أو في علاقاته. لقد حرص بندلي في علاقاته مع الآخرين، وخاصّة الذين كانوا أصغر منه عمراً (الفارق العمريّ بيننا هو حوالي أربعين عاماً) على ألاّ يربطهم بشخصه ورأيه، فسعى أن يكتشفوا مواهبهم وطرقهم، ممّا سمح لهم أن يكونوا أحراراً إن هم بقوا في علاقة حقيقيّة معه ولم يقعوا في منزلق تحويله إلى صنم. والأمر الثاني هو أنّه حرص مع الذين استشاروه في الإيمان، أن يصلهم بالله، بيسوع المسيح، لا بشخصه. والأمر الثالث هو أنّه لم يتردّد أن يقول ما يراه من حقّ أمام محاوره دون مواربة. والأمر الرابع، وهو الأساس برأيي لكلّ ما سبق، هو أنّه أحبّ يسوع وأحبّ الإنسان الذي أمامه. برأيي، في العمق، حرص بندلي على الحرّية والمحبّة وما بدا له من حقّ، وعلى علاقة شخصيّة مستمرّة بيسوع، ولهذا أضاء بنور المسيح، ذاك النور الكامن وراء حضور وجهه السَمِح. ومن هنا عنوان الكتاب "كوستي بندلي: وجهٌ للضوء والحبّ والحرّية"
الفصل الثاني يغطّي نتاج بندلي في العربيّة، وبالأحرى الجزء الأكبر من هذا النتاج، وبعض قليل من ندوات ومقالات استعملتها لأوضح بعض أفكاره. لقد قرّرت، أثناء الكتابة، ألاّ أُدخل في نطاق عملي هذا كُتبَه التالية:
1- يوحنّا المعمدان، ألوهة المسيح، مدخل إلى العقيدة المسيحيّة، مدخل إلى القدّاس الإلهي، إذ أنّها على أهمّيتها، لا تعكس، برأيي، مساهمة فريدة وفذّة لكوستي بندلي مثل كتبه الأخرى، التي تعكس شخصيّته ومساهماته. إلاّ أنّي ضمّنتُ الفصل الثالث الذي يحتوي مختارات من كتابه، كلمات من كتابه "يوحنّا المعمدان".
2- "مواقف الآباء ومشاكل البنين"، إذ أنّ بندلي عاد ونشر محتوياته في كتب منفصلة في سلسلة "نحن وأولادنا" والتي قمت بمراجعتها
3- كتابه الأخير "رحلة في فكر ونهج"، الذي يشرح فيه بندلي رؤيته الذاتية لكتاباته، والذي فرضتُ على نفسي عدم قراءته إلى حين نشر هذا الكتاب، إذ أنّني فضّلتُ أن أستنتج رأيي الخاص بما كتب بندلي، وأن أترك له أن يشرح رؤيته الذاتيّة عن نتاجه في كتابه الأخير
4- ولضيق المجال كان لا بدّ من أن أضع جانباً أيّ تحليل لمقالاته، وندواته، وكذلك كتبه الصادرة في الفرنسيّة، وأن أترك هذه لكتاب آخر، إن تسنّى لي ذلك.
أمّا الفصل الثالث فهو عبارة عن مختارات من كتاباته تعبّر عن رأيه في مختلف المجالات.
خلال كتابتي، سعيت جاهداً أن أعبّر عن نتاج كوستي بندلي بأمانة، وذلك من خلال إعادة قراءة لكلّ نتاجه بالعربيّة، وكذلك من خلال ولوجي إلى شخصيّته وفكره، عبر صداقة طويلة امتدّت على مدى حوالي الثلاثين عاماً، تناقشنا خلالها بمعظم المواضيع التي أتت في كتبه، بعضها بعد النشر، وبعضها قبل النشر، إذ كانت جزءاً من تساؤلاتي الإيمانيّة الشخصيّة.
وبطبيعة الحال، نقلتُ كتابات بندلي من خلال صياغتي الشخصيّة، بلغتي وأسلوبي أحيانا كثيرة، وأحياناً أخرى التزمت بالتعابير «البندليّة» كما هي، ولكنّي دائماً أعدتُ القارئ إلى الصفحات التي كنتُ أختصرها، قدر الإمكان، وعند الضرورة، بحسب ما ارتأيتُ، وحين كنت أقوم بإضافة رأيي الشخصيّ بما كان يقوله بندلي، جعلت ذلك واضحاً في النصّ بقولي مثلاً "برأيي" و"أعتقد"، أو ما يشبه ذلك. وحيث أوردتُ استشهاداً بأحد الكتّاب غير بندلي، أعطيت المرجع الصالح.
لقد كانت كتابة هذه الصفحات متعة كبيرة، وكنت أشعر بشكل حيّ وحقيقيّ بأنّي كنتُ في جلسة صداقيّة جديدة، وحوارٍ شيّق، مع كوستي، وأنّه ما يزال حيّاً ولو أنّني لا أراه، وأنّ الموت بالفعل ليس سوى انتقال من حالة إلى حالة. وأرجو أن يكون قد تسرّب إلى صفحات هذا الكتاب شيئاً من خبرتي لحضور بندلي.
أخيراً، وإنْ كنت أعتقد أنّي كنت أميناً في نقلي لفكر بندلي، فمسؤوليّة أيّ خطأ ورد في هذا الكتاب، أو سوء تعبير لما ورد في كتابات بندلي، لا يتحمّل أحد مسؤوليّتها سواي.
خريستو المرّ
تورونتو، ١٥ آب/أغسطس ٢٠١٥
عيد رقاد والدة الإله