مقالة الأستاذ نجيب كوتيا - لندن
في نهار سبت النور العظيم تنطلق الحناجر مرتّلة "قم يا الله واحكم في الارض لانك ترث جميع الأمم" معلنة بدء الفرح الاعظم باستقبال قيامة الرب
ولقد لفتت نظري الإستيخونات المرافقة لترداد هذه الترتيلة ومنها "إلى متى تقضون بالظلم وتأخذون بوجوه الخطأة" و "احكموا لليتيم والفقيروانصفوا المسكين والبائس" و "أنقذوا البائس والفقير وخلّصوهما من يد الخاطىء"
تذكرنا إذاً الكنيسة ان ماعاهَدنا عليه يسوع في احد الدينونة من مناصرة ومساعدة اخوته الصغار مازال حاضرا في ضمير الكنيسة في يوم القيامة كما في بدء الصيام، فالقيامة مقرونة بتحقيق الملكوت هنا على الأرض والا فما معنى ان يتزامن ذكر القيامة مع ذكر إنصاف الفقير والبائس؟
كيف يمكننا تحقيق الملكوت ان لم نكن واعين تمام الوعي ما يحدث حولنا في هذا العالم؟
فالكنيسة هنا تشدّد على ان احتفالنا بالقيامة لا يمكن ان يقتصر على ان يكون احتفالا طوباويّا، بل تعطينا الخطوات العمليّة لإقران القيامة بتحقيق الملكوت على الأرض، وأيّ ملكوت يتحقق بدون إنصاف المساكين وتخليصهما من الظلم الذي يلحق بهم؟
تزامن تأمّلي في استيخونات سبت النور مع نهاية قرائتي لكتاب الصديق خريستو المر "وعود الإعلام وأوهام الحرّيّة: المسيح والتحرير".
يقدّم الكتاب بحثا مفصّلا يسلّط الضوء على الكمّ الهائل من المعلومات التي تصلنا عبر وسائل اعلاميّة شتّى ويبيّن ان كثرة المعلومات والمصادر لاتعني اننا احرار في ما نستوعبه من معلومات بل بالعكس يرينا الكتاب انّ البشر "يدجّنون" اعلاميا فيهيَؤوا لاستقبال المعلومات حول الظلم الذي يجري في العالم وكأنّه من البديهيّات، فيتحوّل الناس من متلقّين الى مشاركين في جريمة قضم الحريّة، وبالتالي التجويع، وحرم الشعوب من خبزها وحرّيتها.
لِمَنْ لم ينتبه منّا لمسالك الإعلام الشائكة يشكّل الكتاب مدخلا رائعا لهذا الموضوع. ومن اعتاد منّا على ما يصله من اعلام مدجِّن ملتوي، يشكّل الكتاب صرخةَ ايقاظٍ تجعلنا نعيد الحساب في ما نسمعه ونقيّمه يوميّا على انّه "طبيعيّ".
لا يقتصر الكتاب على تسليط الضوء على مشكلة الاعلام الواهم، ومايتسببه من تجويع يوميّ مبرمج لشعوب العالم، بل يتعدّى ذلك الى تقديم حلول عبر شرحه سبل مقاومة المدّ الاعلامي الملتوي.
الكتاب يقع في 399 صفحة من الحجم الوسط مقسّم الى ستة فصول. يعتمد الكاتب اسلوب "خارطة الطريق" فيمكّن القارئ من قياس تقدمه في قراءة الكتاب لدى انهاء كل فصل. ويعتمد الكاتب شروحا بيانية في كلّ فصل تلخّص الفصل وتجعل القارئ اكثر جهوزيّة لمعالجة الفصل التالي.
نحن بامس الحاجة الى ان نرى المزيد من اصدارت كهذه، ولعلّها تكوّن سلسة جديدة يكون عنوانها "المسيح والتحرير"
الا وفّقنا المسيح الناهض من بين الأموات على مكافحة كل الشرور وخصوصا الشرالملتبس الذي يقدّم لنا على انه من البديهيات فهو من اخبث الشرور واصعبها استئصالا.
نجيب كوتيا
ولقد لفتت نظري الإستيخونات المرافقة لترداد هذه الترتيلة ومنها "إلى متى تقضون بالظلم وتأخذون بوجوه الخطأة" و "احكموا لليتيم والفقيروانصفوا المسكين والبائس" و "أنقذوا البائس والفقير وخلّصوهما من يد الخاطىء"
تذكرنا إذاً الكنيسة ان ماعاهَدنا عليه يسوع في احد الدينونة من مناصرة ومساعدة اخوته الصغار مازال حاضرا في ضمير الكنيسة في يوم القيامة كما في بدء الصيام، فالقيامة مقرونة بتحقيق الملكوت هنا على الأرض والا فما معنى ان يتزامن ذكر القيامة مع ذكر إنصاف الفقير والبائس؟
كيف يمكننا تحقيق الملكوت ان لم نكن واعين تمام الوعي ما يحدث حولنا في هذا العالم؟
فالكنيسة هنا تشدّد على ان احتفالنا بالقيامة لا يمكن ان يقتصر على ان يكون احتفالا طوباويّا، بل تعطينا الخطوات العمليّة لإقران القيامة بتحقيق الملكوت على الأرض، وأيّ ملكوت يتحقق بدون إنصاف المساكين وتخليصهما من الظلم الذي يلحق بهم؟
تزامن تأمّلي في استيخونات سبت النور مع نهاية قرائتي لكتاب الصديق خريستو المر "وعود الإعلام وأوهام الحرّيّة: المسيح والتحرير".
يقدّم الكتاب بحثا مفصّلا يسلّط الضوء على الكمّ الهائل من المعلومات التي تصلنا عبر وسائل اعلاميّة شتّى ويبيّن ان كثرة المعلومات والمصادر لاتعني اننا احرار في ما نستوعبه من معلومات بل بالعكس يرينا الكتاب انّ البشر "يدجّنون" اعلاميا فيهيَؤوا لاستقبال المعلومات حول الظلم الذي يجري في العالم وكأنّه من البديهيّات، فيتحوّل الناس من متلقّين الى مشاركين في جريمة قضم الحريّة، وبالتالي التجويع، وحرم الشعوب من خبزها وحرّيتها.
لِمَنْ لم ينتبه منّا لمسالك الإعلام الشائكة يشكّل الكتاب مدخلا رائعا لهذا الموضوع. ومن اعتاد منّا على ما يصله من اعلام مدجِّن ملتوي، يشكّل الكتاب صرخةَ ايقاظٍ تجعلنا نعيد الحساب في ما نسمعه ونقيّمه يوميّا على انّه "طبيعيّ".
لا يقتصر الكتاب على تسليط الضوء على مشكلة الاعلام الواهم، ومايتسببه من تجويع يوميّ مبرمج لشعوب العالم، بل يتعدّى ذلك الى تقديم حلول عبر شرحه سبل مقاومة المدّ الاعلامي الملتوي.
الكتاب يقع في 399 صفحة من الحجم الوسط مقسّم الى ستة فصول. يعتمد الكاتب اسلوب "خارطة الطريق" فيمكّن القارئ من قياس تقدمه في قراءة الكتاب لدى انهاء كل فصل. ويعتمد الكاتب شروحا بيانية في كلّ فصل تلخّص الفصل وتجعل القارئ اكثر جهوزيّة لمعالجة الفصل التالي.
نحن بامس الحاجة الى ان نرى المزيد من اصدارت كهذه، ولعلّها تكوّن سلسة جديدة يكون عنوانها "المسيح والتحرير"
الا وفّقنا المسيح الناهض من بين الأموات على مكافحة كل الشرور وخصوصا الشرالملتبس الذي يقدّم لنا على انه من البديهيات فهو من اخبث الشرور واصعبها استئصالا.
نجيب كوتيا