خريستو المرّ
1 مقدّمةيتضمّن التراث الكنسيّ، أو التقليد، فحوى الإيمان؛ ويهدف إلى نقل الإيمان القويم الذي تسلّمناه، ذاك الخبر السار (الإنجيل) الذي أتى به يسوع، ذاك الخبر السارّ الذي هو يسوع المسيح ابن الله، والذي تسلمناه من الرسل. هذا الإيمان قد نُقِلَ عبر التاريخ بواسطة عدّة وسائل: بالكلام، بالأناجيل التي صيغت على مراحل، بكتابات الآباء، بالعقائد التي حدّدتها المجامع المسكونيّة، بالليتورجيا (الصلوات)، بالفنون الكنسيّة (رسم أيقونات، نمط تراتيل)، إلخ. وكلّ هذه صيغت وتطوّرت عبر التاريخ.
لكنّ علاقتنا بالتراث الكنسيّ يشوبها تطرّفين يمكن اختاصرهما بموقفين، الأوّل يكمن في الاعتقاد بأنّ ما جاء في التراث لا مكان له في زمننا لأنّه ولد في زمن ماضٍ، والموقف الآخر الذي بدأنا نرى بوادره منذ مدّة، يقول بأنّ التراث، وبخاصّة كلّ ما أنتجه الآباء – حتّى ولو لم يكن في مجال العقائد - هو مقدّس، وبالتالي يجب الأخذ به كلّه وعدم تغيير أيّ شيء فيه. هكذا، وبحسب هذا الرأي، لا يمكن أيّ نقاش حول اللغة المستعملة في الكنيسة، أو توقيت ومدّة الصلوات، أو شكل ومضمون الصوم، أو لباس الكاهن، أو تعليم الآباء في التربية والزواج والطاعة؛ بل أنّ بعض أصحاب هذا الموقف ذهبوا إلى القول، شفهيّاً وكتابةً، بأنّ الآباء قد قالوا كلّ شيء في النفس البشريّة وبأنّنا لسنا بحاجة إلى علوم النفس!
الموقف الأول الذي يرمي بالتراث شبه معدوم في كنيستنا، أمّا الموقف الثاني فآخذ بالتنامي. قد يكون الدافع وراء الموقف الثاني هو الرغبة الصادقة بالمحافظة على الإيمان القويم، والوقوف في وجه أيّ انحراف ممكن؛ إلاّ أنّ هذا الموقف يقع هو نفسه في الانحراف وذلك:
- لأنّه يضع كلّ ما ورد في التراث على نفس مستوى الإنجيل والعقيدة
- ولأنّه ينظر إلى وحي الروح القدس نظرة تكاد تكون شبيهة بالإنزال الذي لا يتوافق مع الإيمان المسيحيّ
- ولأنّه يسعى إلى تحنيط التراث في الماضي ويجمّد عمل الروح
من هنا لا بدّ من نقد هذا الموقف لما يبدو لنا فيه من خطأ في التحليل، وعدم وضوح، وشطط لاهوتيّ؛ على أمل أن ينقد أحد ما في موقفنا من خطأ، كي نغتني بالنقاش في كنيستنا، ونمشي معاً في خطّ التراث الحيّ.
2 التراث: مستوياتٌ مختلفة وضرورةُ ابتكار وثقةالتراث الكنسيّ هو ما تسلّمناه في الكنيسة منذ يسوع وإلى يومنا، وبالتالي ليس هو مجرّد ماضٍ وإنّما هو تعبير عن حياة الكنيسة منذ بدايتها وإلى اليوم، وبالتالي فإنّ نقطة انطلاقته هي الحياة في المسيح نفسه.
كما أشرنا، التراث يتضمّن الكتاب المقدّس، والعقائد، والليتورجيا (الصلوات شكلاً ومضموناً) والكتابات الآبائيّة، إلخ. ولكن ما الهدف من هذه كلّها؟ الهدف هو حماية الخبر السارّ بأننا يمكننا أن نصير "شركاء الطبيعة الإلهيّة" (2 بطرس 1: 4)، بأنّ "الإله صار إنساناً لكي يصير الإنسان إلهاً" بتعبير القدّيس أيريناوس. إنّ كلّ ما يحتويه التراث هدفه حفظ إمكانيّة تألّه الإنسان هذه، وذلك بوحدة المؤمنين‑الكنيسة مع المسيح الذي يجعلنا في الآب (يو 14: 6، 20)، هذه الوحدة التي يقيمها الروح القدس والتي تجعلنا مسكناً لله (أفسس 2: 20 - 22)، مشاركين في الحياة الإلهيّة، في الطاقات الإلهيّة (القدّيس غريغوريوس بالاماس).
لكن وإن كان التراث يحمي هذا الهدف، فليست كلّ أجزاء التراث هي على نفس المستوى من الأهمّية. ففي الكنيسة، هناك تمييز (1) بين مستوى العقيدة ومستوى الرأي اللاهوتيّ في كتابات الآباء، (2) وبين مستوى محتوى الإيمان وبين مستوى التعبير عنه. كما أنّ التراث الكنسيّ، بصفته تراثاً حيّاً يحياه المؤمنون اليوم، يفترض (3)ضرورة الابتكار (4)وضرورة الثقة بالروح القدس.
2 .1 مستوى العقيدة ومستوى الرأي اللاهوتيّ في كتابات الآباءلا يمكننا أن نضع النتاج الآبائيّ كلّه على نفس المستوى، فالتعبير عن العقائد لا يقع في نفس مستوى الآراء اللاهوتيّة؛ هناك تمييز لاهوتيّ معروف بين كتابات الآباء التي تعبّر عن العقائد، وتلك التي تشكّل آراء لاهوتيّة[1].
فإن كان غير ممكن لمسيحيّ أرثوذكسيّ أن يرفض العقائد التي يعبّر عنها دستور الإيمان، مثلاً، ويبقى على الإيمان القويم؛ فإنّه يجوز له أن يختلف مع آراء لاهوتيّة لآباء الكنيسة، لم تكن يوماً في موقع العقيدة بل في موقع التدبير والرأي، أي في مجال التمحيص والتفكير في الكنيسة. وبالتالي يمكن للأرثوذكسيّ، إنطلاقاً من الإيمان نفسه الذي للآباء، أن يشكّ بصحّة آراء آبائيّة ويناقشها ويحلّلها ويرفضها، ويمكن للكنيسة أن تقف اليوم موقفاً مختلفاً عن آراء لاهوتيّة للآباء، دون أن يكون ذلك خروجاً عن الإيمان القويم؛ إذ كما يقول المطران كاليستوس وير، "كما أنّ الكنيسة انتقائيّة تجاه المجامع المحلّية، فهي أيضاً انتقائيّة تجاه الآباء. فكتابات بعضهم قد تكون مغلوطة ومتناقضة، وينبغي أن يُفصل في هذه الكتابات بين القمح والزؤان"[2].
وبالفعل هذه بعض الأمثلة عن الانتقائيّة الضروريّة تجاه الآباء:
- القدّيس أثناسيوس الكبير كان سكرتير القدّيس اسكندر الاسكندري الذي كان الأب الأبرز في المجمع المسكوني الأوّل (نيقية) المنعقد لمواجهة البدعة الأريوسيّة، ذاك المجمع الذي أقرّ عبارة "المساوي للآب في الجوهر" (homoousios tôi Patri). في مرحلة من حياته، رأى القدّيس أثناسيوس بأنّ بدعة المارسيليانيّة (التي كانت تؤكّد وحدة الجوهر بين الآب والإبن لدرجة ذوبان شخص الإبن) هي "بدعة مفيدة" ضدّ الآريوسيّة[3]، وذلك لتأكيدها على الجوهر الإلهيّ للإبن. رغم كلّ مواقف القدّيس أثناسيوس البطوليّة، بعد نيقية، في الدفاع عن الإيمان القويم بالإبن "المساوي في الجوهر" للآب، ورغم قداسته، فإنّ لا شيء يلزم المسيحيّ بأن يوافقه رأيه حول المارسيليانيّة.
- إنّ القدّيس غريغوريوس النزينزي استعمل تعبيراً لاهوتيّاً غير دقيق ويمكن أن يساء فهمه، ففي مقطع يعالج فيه قضيّة اتّحاد طبيعتي يسوع الإنسانيّة وإلإلهيّة، شبّه الوحدة بين اللاهوت والناسوت في يسوع بـ"اتّحاد الروح بالجسد"[4]، وهذا التشبيه غير الدقيق كان يمكن أن يساء فهمه من قِبَل أصحاب البدعة الأبولونيريّة التي تدّعي أنّ الكلمة الإله حلّ في جسدٍ أرضيّ[5]، أي أنّ الألوهة (الكلمة) اتّخذت جسداً ولعبت فيه دور الروح، ممّا يعني بأنّ يسوع ليس إنساناً كاملاً. هذا التشبيه للنزينزي لم يكن موفّقاً إذاً ومدعاة التباس، ويمكننا أن نتجاوزه.
- بعد البدعة الأبولينيريّة، أتت النسطوريّة التي رفضت لقب "والدة الإله" وقالت بلقب "والدة المسيح"، على أساس أنّ الذي ولد من مريم هو إنسان عاديّ اتّخذه كلمة الله لاحقاً، فباتت الطبيعتين الإنسانيّة والإلهيّة جنباً إلى جنب دون اتّحاد بينهما في شخص واحد[6]، ممّا قطع الطريق أمام إمكانيّة تألّه للإنسان. في مواجهة النسطوريّة، تبنّى القدّيس كيريللس الاسكندري عبارة أبوليناريّة منسوبة خطأً إلى القدّيس أثناسيوس الكبير ألا وهي "الطبيعة الواحدة المتجسّدة لابن الله"، فصارت هذه العبارة بعد وفات كيريللس شعار المونوفيزيّين. نسبة العبارة إلى أثناسيوس لم يكن صحيحاً، واتّخاذ كيرللس للتعبير الأبوليناريّ لم يكن صحيحاً عقائديّاً، وقد أدانه الأنطاكيّون في البداية كأبوليناريّ، وانتقدوا غموضَ بعض تعابيره، قبل أن يتّفق الفريقان على تعابير أوضح ترضي الطرفين، فكانت مقرّرات مجمع أفسس. لكن بالرغم من غموض تعابير كيريللّس، فإنّ فكره بقي قويماً في العمق وغريباً عن المونوفيزيّة، فالطبيعة الواحدة للمسيح، كانت تعني عنده الهويّة الواحدة، أو الشخص.
- اعتبر القدّيس غريغوريوس النيصصي، مثل أوريجنّس، بأنّ في الملكوت كلّ الخليقة ستخلص[7]، واليوم لا تتّبع الكنيسة الأرثوذكسيّة رأيه اللاهوتيّ.
- النيصصي نفسه يرى بأنّ فصل الإنسان إلى جنسين ذكر وأنثى هو أمر "مُضاف" إلى الصورة الإلهيّة واللاهوتيّ فلاديمير لوسكي يرى بأنّنا لا يمكننا أن نتّبع النيصصيّ بهذا الرأي[8]. إنّ سفر التكوين يقول بأنّ "يومَ خَلَقَ اللهُ الإنسانَ. علَى شَبَهِ اللهِ عَمِلهُ. ذَكَرًا وأُنثَى خَلَقَهُ" (تكوين 5: 1 - 2)، هكذا ففي كلام السفر عن الإثنين يتكلّم عن واحد، فالله "خلق الكينونة معاً" كما يقول القدّيس كيرلّس الإسكندريّ[9]، أمّا القدّيس يوحنّا الذهبي الفم يقول "عندما يتّحد الزوج والزوجة في الزواج، لا يظهران بعد كشيء أرضيّ، بل كصورة الله نفسه"[10].
- في كتاب أقوال الآباء الشيوخ[11] نجد أكثر من قصّة عن راهب كان على خطأ لاهوتيّ رغم سيرته النموذجيّة واجتراحه العجائب، ثمّ كان يعود عن خطأه. هناك مثلاً، قصة عن راهب ذا سيرة رفيعة الشأن ولكنّه كان يعتقد لـ"سذاجته"، كما يقول الكتاب، بأنّ الخبز والخمر في المناولة ليسا هما بالفعل جسد ودم الربّ، وإنّما مجرّد رمزين. وأظهر له الله لاحقاً، من خلال رؤية، خطأ رأيه اللاهوتيّ فعاد عنه إلى إيمان قويم. وآخر كان "يجترح المعجزات" و"كلّ ما يطلبه من الله يكشفه له"، ولكنّه كان لـ"سذاجته" يظنّ أنّ ملكيصادق هو ابن الله، ولكن أظهر الله له لاحقاً بأنّه على خطأ وبأنّ ملكيصادق إنسان. المهمّ لنا هنا هو أنّ الكتاب يشير إلى سيرة قداسة هذين الراهبين قبل أن يغيّرا رأيهما، وذلك رغم رأيهما اللاهوتيّ الخاطئ، ممّا يعني، على ما نستنتج، بأنّ القداسة (واجتراح العجائب عند ذاك الراهب دليل قداسة) لا تعصم القدّيس عن الخطأ اللاهوتيّ، أي بأنّ القداسة ممكنة رغم وجود خطأ لاهوتيّ عند الإنسان القدّيس، فكيف إذاً برأيٍ له في التربية والزواج والطاعة، وما شابه؟
2 .2 مستوى محتوى الإيمان ومستوى التعبير عنهمن ناحية أخرى فإن كانت العقيدة ثابتة ولا يمكن تغيير محتواها، إلاّ أنّه يمكن تغيير الطريقة التي ننقل بها العقيدة ونشرحها إلى إنسان اليوم، إذ أنّه من واجبنا ككنيسة أن نستعمل لغة وثقافة اليوم لننقل المحتوى الإيمانيّ العقيديّ. إنّ التمييز بين المحتوى الإيمانيّ وبين الأسلوب الذي ننقل فيه الإيمان ضروريّ، في هذا المجال.
2 .3 ضرورة الابتكاركما يجب علينا - وليس فقط يمكننا - أن نستلهم العقيدة لكي نبتكر إجابات جديدة لأسئلة جديدة، لم يطرحها الآباء على أنفسهم ولا طرحها عليهم عصرهم. لذلك يمكن، بل يجب، توضيح العقيدة بفكر لاهوتيّ جديد نجيب به عن أسئلة جديدة. مسؤوليّة الأرثوذكسيّين هو أن يكونوا أمينين لروح الآباء بأن يفعلوا مثلهم، أن يفهموا ويطّلعوا على علوم عصرهم ومشاكل عصرهم وأن يبتكروا أجوبة لأسئلة اليوم بلغة اليوم.
2 .4 الثقة بالروحإنّ الرؤية التي نتكلّم عنها هنا، هي في خطّ الإيمان والثقة بالروح القدس، إذ أنّها رؤية واثقة بالروح القدس الذي يسكن كلّ مؤمن، واثقة بالروح المعزّي الذي أرسله يسوع لكي يرشدنا معاً إلى ملء الحقّ، كما وعد يسوع نفسه (يو 16: 13). هذه الرؤية هي تعبير عن إيماننا بأنّنا نحن بنات وأبناء لله، نحن الكنيسة، مدعوّين بأن نكون أنبياء العهد الجديد، وأن نلد كلمة الله في هذا العالم بوحي من الروح القدس الذي يعمل فينا. كلّ ما هو دون ذلك خيانة لهذا الإيمان، نكوص إلى الخوف والركود، عودةٌ إلى الناموس، وانغلاقٌ على الروح الذي يهبّ في القلوب، في الكنيسة، كلّ يوم.
2 .5 خلاصةإنّ الخطاب المنحرف الذي نراه هنا وهناك:
1- يخلط بين مستوى العقيدة ومستوى الآراء اللاهوتيّة في الكنيسة،
2- يخلط بين مستوى التغيير في التعبير عن العقيدة ومستوى التغيير في محتوى العقيدة نفسها،
3- يخلط بين الأمانة للتقليد وبين الجمود، بين ابتكار فكر لاهوتيّ جديد يجيب عن أسئلة جديدة وبين خيانة التراث، وكأنّ الآباء قالوا كلّ شيء عن كلّ شيء!
4- وهو أخيراً يدير الظهر للروح القدس.
هكذا خطاب يشكّلا تهويلاً فكريّاً على كلّ من تسوّل له نفسه بأن يفكّر ويتساءل ويسعى إلى تجديد الخطاب الإيمانيّ؛ ويدفع - من حيث لا يدري - إلى جمود في الفكر الإيمانيّ، وإلى اغتراب صبايا وشباب هذا العصر، الذين يتكلّمون بطريقة تعبيريّة مختلفة عن الماضي، عن المحتوى الإيمانيّ الذي تحمله الكنيسة، وأكثر من هذا: إنّه يتهاون بالإيمان بالروح القدس مرشداً إلى ملء الحق، كلّ يوم.
عندما يكون هناك بالفعل، وفي أرض الواقع، مَنْ يمسّ بالعقيدة، نواجهه ككنيسة فكريّاً ورعائيّاً وعقائديّاً؛ أمّا الدعوة إلى مخاطبة الناس بلغة يفهمونها في هذا العالم الذي نعيشه اليوم في عصرنا، ودعوة متابعة الإبداع اللاهوتيّ، فهما دعوتان آبائيّتان بامتياز وإيمانيّتان بامتياز، إذ أنّهما دعوتان واثقتان بالروح القدس وبيسوع المسيح الحاضر في كنيسته.
خريستو المرّ
[1] هذا أمر بديهيّ في التراث، ويمكن العودة لقراءة نقديّة رائعة للأب جورج مسّوح:
مسّوح جورج (الأب)، "الحسبة والمحتسبون"، النور، السنة 67، العدد 4، ص. 186 - 187
[2] تيموثي وير، «الكنيسة الأرثوذكسيّة إيمان وعقيدة»، منشورات النّور، تعرّف إلى كنيستك، 11، طبعة أولى، 1982، ص22.
[3] O. CLÉMENT, Présentation de l'Eglise Orthodoxe, Paris, Institut de Théologie Orthodoxe de Saint Serge, 1985, p. 50
[4] Ibid., p. 64
[5] بالمعنى اليونانيّ لكلمة جسد، أي بمعنى الجسد البيولوجيّ، وليس بالمعنى السامي أي معنى الإنسان كلّه
[6] وهو اتّحاد "بدون اختلاط أو تشوّش أو انفصال أو انقسام" كما قال لاحقاً المجمع المسكونيّ الرابع في خلقيدونية.
[7] J. LAPORTE, Les Pères De l'Eglise II: les Père Grecs, coll. «Initiations aux Pères De l'Eglise», Paris, Editions du Cerf, 2010, p. 149
[8] V. LOSSKY, Théologie Dogmatique, Paris, Institut de Théologie Orthodoxe de Saint Serge, 1986, p. 29
[9] “Dieu créa le co-être”
P. EVDOKIMOV, Sacrement de l'Amour, Paris, Desclée de Brouwer, 1980, p. 162
[10] P. EVDOKIMOV, Sacrement de l'Amour, Paris, Desclée de Brouwer, 1980, p. 163
[11] أقوال الآباء الشيوخ، ترجمة معهد القدّيس يوحنا الدمشقي، سلسلة آباء الكنيسة، منشورات النور، بيروت، 1990، ص. 96 - 98
1 مقدّمةيتضمّن التراث الكنسيّ، أو التقليد، فحوى الإيمان؛ ويهدف إلى نقل الإيمان القويم الذي تسلّمناه، ذاك الخبر السار (الإنجيل) الذي أتى به يسوع، ذاك الخبر السارّ الذي هو يسوع المسيح ابن الله، والذي تسلمناه من الرسل. هذا الإيمان قد نُقِلَ عبر التاريخ بواسطة عدّة وسائل: بالكلام، بالأناجيل التي صيغت على مراحل، بكتابات الآباء، بالعقائد التي حدّدتها المجامع المسكونيّة، بالليتورجيا (الصلوات)، بالفنون الكنسيّة (رسم أيقونات، نمط تراتيل)، إلخ. وكلّ هذه صيغت وتطوّرت عبر التاريخ.
لكنّ علاقتنا بالتراث الكنسيّ يشوبها تطرّفين يمكن اختاصرهما بموقفين، الأوّل يكمن في الاعتقاد بأنّ ما جاء في التراث لا مكان له في زمننا لأنّه ولد في زمن ماضٍ، والموقف الآخر الذي بدأنا نرى بوادره منذ مدّة، يقول بأنّ التراث، وبخاصّة كلّ ما أنتجه الآباء – حتّى ولو لم يكن في مجال العقائد - هو مقدّس، وبالتالي يجب الأخذ به كلّه وعدم تغيير أيّ شيء فيه. هكذا، وبحسب هذا الرأي، لا يمكن أيّ نقاش حول اللغة المستعملة في الكنيسة، أو توقيت ومدّة الصلوات، أو شكل ومضمون الصوم، أو لباس الكاهن، أو تعليم الآباء في التربية والزواج والطاعة؛ بل أنّ بعض أصحاب هذا الموقف ذهبوا إلى القول، شفهيّاً وكتابةً، بأنّ الآباء قد قالوا كلّ شيء في النفس البشريّة وبأنّنا لسنا بحاجة إلى علوم النفس!
الموقف الأول الذي يرمي بالتراث شبه معدوم في كنيستنا، أمّا الموقف الثاني فآخذ بالتنامي. قد يكون الدافع وراء الموقف الثاني هو الرغبة الصادقة بالمحافظة على الإيمان القويم، والوقوف في وجه أيّ انحراف ممكن؛ إلاّ أنّ هذا الموقف يقع هو نفسه في الانحراف وذلك:
- لأنّه يضع كلّ ما ورد في التراث على نفس مستوى الإنجيل والعقيدة
- ولأنّه ينظر إلى وحي الروح القدس نظرة تكاد تكون شبيهة بالإنزال الذي لا يتوافق مع الإيمان المسيحيّ
- ولأنّه يسعى إلى تحنيط التراث في الماضي ويجمّد عمل الروح
من هنا لا بدّ من نقد هذا الموقف لما يبدو لنا فيه من خطأ في التحليل، وعدم وضوح، وشطط لاهوتيّ؛ على أمل أن ينقد أحد ما في موقفنا من خطأ، كي نغتني بالنقاش في كنيستنا، ونمشي معاً في خطّ التراث الحيّ.
2 التراث: مستوياتٌ مختلفة وضرورةُ ابتكار وثقةالتراث الكنسيّ هو ما تسلّمناه في الكنيسة منذ يسوع وإلى يومنا، وبالتالي ليس هو مجرّد ماضٍ وإنّما هو تعبير عن حياة الكنيسة منذ بدايتها وإلى اليوم، وبالتالي فإنّ نقطة انطلاقته هي الحياة في المسيح نفسه.
كما أشرنا، التراث يتضمّن الكتاب المقدّس، والعقائد، والليتورجيا (الصلوات شكلاً ومضموناً) والكتابات الآبائيّة، إلخ. ولكن ما الهدف من هذه كلّها؟ الهدف هو حماية الخبر السارّ بأننا يمكننا أن نصير "شركاء الطبيعة الإلهيّة" (2 بطرس 1: 4)، بأنّ "الإله صار إنساناً لكي يصير الإنسان إلهاً" بتعبير القدّيس أيريناوس. إنّ كلّ ما يحتويه التراث هدفه حفظ إمكانيّة تألّه الإنسان هذه، وذلك بوحدة المؤمنين‑الكنيسة مع المسيح الذي يجعلنا في الآب (يو 14: 6، 20)، هذه الوحدة التي يقيمها الروح القدس والتي تجعلنا مسكناً لله (أفسس 2: 20 - 22)، مشاركين في الحياة الإلهيّة، في الطاقات الإلهيّة (القدّيس غريغوريوس بالاماس).
لكن وإن كان التراث يحمي هذا الهدف، فليست كلّ أجزاء التراث هي على نفس المستوى من الأهمّية. ففي الكنيسة، هناك تمييز (1) بين مستوى العقيدة ومستوى الرأي اللاهوتيّ في كتابات الآباء، (2) وبين مستوى محتوى الإيمان وبين مستوى التعبير عنه. كما أنّ التراث الكنسيّ، بصفته تراثاً حيّاً يحياه المؤمنون اليوم، يفترض (3)ضرورة الابتكار (4)وضرورة الثقة بالروح القدس.
2 .1 مستوى العقيدة ومستوى الرأي اللاهوتيّ في كتابات الآباءلا يمكننا أن نضع النتاج الآبائيّ كلّه على نفس المستوى، فالتعبير عن العقائد لا يقع في نفس مستوى الآراء اللاهوتيّة؛ هناك تمييز لاهوتيّ معروف بين كتابات الآباء التي تعبّر عن العقائد، وتلك التي تشكّل آراء لاهوتيّة[1].
فإن كان غير ممكن لمسيحيّ أرثوذكسيّ أن يرفض العقائد التي يعبّر عنها دستور الإيمان، مثلاً، ويبقى على الإيمان القويم؛ فإنّه يجوز له أن يختلف مع آراء لاهوتيّة لآباء الكنيسة، لم تكن يوماً في موقع العقيدة بل في موقع التدبير والرأي، أي في مجال التمحيص والتفكير في الكنيسة. وبالتالي يمكن للأرثوذكسيّ، إنطلاقاً من الإيمان نفسه الذي للآباء، أن يشكّ بصحّة آراء آبائيّة ويناقشها ويحلّلها ويرفضها، ويمكن للكنيسة أن تقف اليوم موقفاً مختلفاً عن آراء لاهوتيّة للآباء، دون أن يكون ذلك خروجاً عن الإيمان القويم؛ إذ كما يقول المطران كاليستوس وير، "كما أنّ الكنيسة انتقائيّة تجاه المجامع المحلّية، فهي أيضاً انتقائيّة تجاه الآباء. فكتابات بعضهم قد تكون مغلوطة ومتناقضة، وينبغي أن يُفصل في هذه الكتابات بين القمح والزؤان"[2].
وبالفعل هذه بعض الأمثلة عن الانتقائيّة الضروريّة تجاه الآباء:
- القدّيس أثناسيوس الكبير كان سكرتير القدّيس اسكندر الاسكندري الذي كان الأب الأبرز في المجمع المسكوني الأوّل (نيقية) المنعقد لمواجهة البدعة الأريوسيّة، ذاك المجمع الذي أقرّ عبارة "المساوي للآب في الجوهر" (homoousios tôi Patri). في مرحلة من حياته، رأى القدّيس أثناسيوس بأنّ بدعة المارسيليانيّة (التي كانت تؤكّد وحدة الجوهر بين الآب والإبن لدرجة ذوبان شخص الإبن) هي "بدعة مفيدة" ضدّ الآريوسيّة[3]، وذلك لتأكيدها على الجوهر الإلهيّ للإبن. رغم كلّ مواقف القدّيس أثناسيوس البطوليّة، بعد نيقية، في الدفاع عن الإيمان القويم بالإبن "المساوي في الجوهر" للآب، ورغم قداسته، فإنّ لا شيء يلزم المسيحيّ بأن يوافقه رأيه حول المارسيليانيّة.
- إنّ القدّيس غريغوريوس النزينزي استعمل تعبيراً لاهوتيّاً غير دقيق ويمكن أن يساء فهمه، ففي مقطع يعالج فيه قضيّة اتّحاد طبيعتي يسوع الإنسانيّة وإلإلهيّة، شبّه الوحدة بين اللاهوت والناسوت في يسوع بـ"اتّحاد الروح بالجسد"[4]، وهذا التشبيه غير الدقيق كان يمكن أن يساء فهمه من قِبَل أصحاب البدعة الأبولونيريّة التي تدّعي أنّ الكلمة الإله حلّ في جسدٍ أرضيّ[5]، أي أنّ الألوهة (الكلمة) اتّخذت جسداً ولعبت فيه دور الروح، ممّا يعني بأنّ يسوع ليس إنساناً كاملاً. هذا التشبيه للنزينزي لم يكن موفّقاً إذاً ومدعاة التباس، ويمكننا أن نتجاوزه.
- بعد البدعة الأبولينيريّة، أتت النسطوريّة التي رفضت لقب "والدة الإله" وقالت بلقب "والدة المسيح"، على أساس أنّ الذي ولد من مريم هو إنسان عاديّ اتّخذه كلمة الله لاحقاً، فباتت الطبيعتين الإنسانيّة والإلهيّة جنباً إلى جنب دون اتّحاد بينهما في شخص واحد[6]، ممّا قطع الطريق أمام إمكانيّة تألّه للإنسان. في مواجهة النسطوريّة، تبنّى القدّيس كيريللس الاسكندري عبارة أبوليناريّة منسوبة خطأً إلى القدّيس أثناسيوس الكبير ألا وهي "الطبيعة الواحدة المتجسّدة لابن الله"، فصارت هذه العبارة بعد وفات كيريللس شعار المونوفيزيّين. نسبة العبارة إلى أثناسيوس لم يكن صحيحاً، واتّخاذ كيرللس للتعبير الأبوليناريّ لم يكن صحيحاً عقائديّاً، وقد أدانه الأنطاكيّون في البداية كأبوليناريّ، وانتقدوا غموضَ بعض تعابيره، قبل أن يتّفق الفريقان على تعابير أوضح ترضي الطرفين، فكانت مقرّرات مجمع أفسس. لكن بالرغم من غموض تعابير كيريللّس، فإنّ فكره بقي قويماً في العمق وغريباً عن المونوفيزيّة، فالطبيعة الواحدة للمسيح، كانت تعني عنده الهويّة الواحدة، أو الشخص.
- اعتبر القدّيس غريغوريوس النيصصي، مثل أوريجنّس، بأنّ في الملكوت كلّ الخليقة ستخلص[7]، واليوم لا تتّبع الكنيسة الأرثوذكسيّة رأيه اللاهوتيّ.
- النيصصي نفسه يرى بأنّ فصل الإنسان إلى جنسين ذكر وأنثى هو أمر "مُضاف" إلى الصورة الإلهيّة واللاهوتيّ فلاديمير لوسكي يرى بأنّنا لا يمكننا أن نتّبع النيصصيّ بهذا الرأي[8]. إنّ سفر التكوين يقول بأنّ "يومَ خَلَقَ اللهُ الإنسانَ. علَى شَبَهِ اللهِ عَمِلهُ. ذَكَرًا وأُنثَى خَلَقَهُ" (تكوين 5: 1 - 2)، هكذا ففي كلام السفر عن الإثنين يتكلّم عن واحد، فالله "خلق الكينونة معاً" كما يقول القدّيس كيرلّس الإسكندريّ[9]، أمّا القدّيس يوحنّا الذهبي الفم يقول "عندما يتّحد الزوج والزوجة في الزواج، لا يظهران بعد كشيء أرضيّ، بل كصورة الله نفسه"[10].
- في كتاب أقوال الآباء الشيوخ[11] نجد أكثر من قصّة عن راهب كان على خطأ لاهوتيّ رغم سيرته النموذجيّة واجتراحه العجائب، ثمّ كان يعود عن خطأه. هناك مثلاً، قصة عن راهب ذا سيرة رفيعة الشأن ولكنّه كان يعتقد لـ"سذاجته"، كما يقول الكتاب، بأنّ الخبز والخمر في المناولة ليسا هما بالفعل جسد ودم الربّ، وإنّما مجرّد رمزين. وأظهر له الله لاحقاً، من خلال رؤية، خطأ رأيه اللاهوتيّ فعاد عنه إلى إيمان قويم. وآخر كان "يجترح المعجزات" و"كلّ ما يطلبه من الله يكشفه له"، ولكنّه كان لـ"سذاجته" يظنّ أنّ ملكيصادق هو ابن الله، ولكن أظهر الله له لاحقاً بأنّه على خطأ وبأنّ ملكيصادق إنسان. المهمّ لنا هنا هو أنّ الكتاب يشير إلى سيرة قداسة هذين الراهبين قبل أن يغيّرا رأيهما، وذلك رغم رأيهما اللاهوتيّ الخاطئ، ممّا يعني، على ما نستنتج، بأنّ القداسة (واجتراح العجائب عند ذاك الراهب دليل قداسة) لا تعصم القدّيس عن الخطأ اللاهوتيّ، أي بأنّ القداسة ممكنة رغم وجود خطأ لاهوتيّ عند الإنسان القدّيس، فكيف إذاً برأيٍ له في التربية والزواج والطاعة، وما شابه؟
2 .2 مستوى محتوى الإيمان ومستوى التعبير عنهمن ناحية أخرى فإن كانت العقيدة ثابتة ولا يمكن تغيير محتواها، إلاّ أنّه يمكن تغيير الطريقة التي ننقل بها العقيدة ونشرحها إلى إنسان اليوم، إذ أنّه من واجبنا ككنيسة أن نستعمل لغة وثقافة اليوم لننقل المحتوى الإيمانيّ العقيديّ. إنّ التمييز بين المحتوى الإيمانيّ وبين الأسلوب الذي ننقل فيه الإيمان ضروريّ، في هذا المجال.
2 .3 ضرورة الابتكاركما يجب علينا - وليس فقط يمكننا - أن نستلهم العقيدة لكي نبتكر إجابات جديدة لأسئلة جديدة، لم يطرحها الآباء على أنفسهم ولا طرحها عليهم عصرهم. لذلك يمكن، بل يجب، توضيح العقيدة بفكر لاهوتيّ جديد نجيب به عن أسئلة جديدة. مسؤوليّة الأرثوذكسيّين هو أن يكونوا أمينين لروح الآباء بأن يفعلوا مثلهم، أن يفهموا ويطّلعوا على علوم عصرهم ومشاكل عصرهم وأن يبتكروا أجوبة لأسئلة اليوم بلغة اليوم.
2 .4 الثقة بالروحإنّ الرؤية التي نتكلّم عنها هنا، هي في خطّ الإيمان والثقة بالروح القدس، إذ أنّها رؤية واثقة بالروح القدس الذي يسكن كلّ مؤمن، واثقة بالروح المعزّي الذي أرسله يسوع لكي يرشدنا معاً إلى ملء الحقّ، كما وعد يسوع نفسه (يو 16: 13). هذه الرؤية هي تعبير عن إيماننا بأنّنا نحن بنات وأبناء لله، نحن الكنيسة، مدعوّين بأن نكون أنبياء العهد الجديد، وأن نلد كلمة الله في هذا العالم بوحي من الروح القدس الذي يعمل فينا. كلّ ما هو دون ذلك خيانة لهذا الإيمان، نكوص إلى الخوف والركود، عودةٌ إلى الناموس، وانغلاقٌ على الروح الذي يهبّ في القلوب، في الكنيسة، كلّ يوم.
2 .5 خلاصةإنّ الخطاب المنحرف الذي نراه هنا وهناك:
1- يخلط بين مستوى العقيدة ومستوى الآراء اللاهوتيّة في الكنيسة،
2- يخلط بين مستوى التغيير في التعبير عن العقيدة ومستوى التغيير في محتوى العقيدة نفسها،
3- يخلط بين الأمانة للتقليد وبين الجمود، بين ابتكار فكر لاهوتيّ جديد يجيب عن أسئلة جديدة وبين خيانة التراث، وكأنّ الآباء قالوا كلّ شيء عن كلّ شيء!
4- وهو أخيراً يدير الظهر للروح القدس.
هكذا خطاب يشكّلا تهويلاً فكريّاً على كلّ من تسوّل له نفسه بأن يفكّر ويتساءل ويسعى إلى تجديد الخطاب الإيمانيّ؛ ويدفع - من حيث لا يدري - إلى جمود في الفكر الإيمانيّ، وإلى اغتراب صبايا وشباب هذا العصر، الذين يتكلّمون بطريقة تعبيريّة مختلفة عن الماضي، عن المحتوى الإيمانيّ الذي تحمله الكنيسة، وأكثر من هذا: إنّه يتهاون بالإيمان بالروح القدس مرشداً إلى ملء الحق، كلّ يوم.
عندما يكون هناك بالفعل، وفي أرض الواقع، مَنْ يمسّ بالعقيدة، نواجهه ككنيسة فكريّاً ورعائيّاً وعقائديّاً؛ أمّا الدعوة إلى مخاطبة الناس بلغة يفهمونها في هذا العالم الذي نعيشه اليوم في عصرنا، ودعوة متابعة الإبداع اللاهوتيّ، فهما دعوتان آبائيّتان بامتياز وإيمانيّتان بامتياز، إذ أنّهما دعوتان واثقتان بالروح القدس وبيسوع المسيح الحاضر في كنيسته.
خريستو المرّ
[1] هذا أمر بديهيّ في التراث، ويمكن العودة لقراءة نقديّة رائعة للأب جورج مسّوح:
مسّوح جورج (الأب)، "الحسبة والمحتسبون"، النور، السنة 67، العدد 4، ص. 186 - 187
[2] تيموثي وير، «الكنيسة الأرثوذكسيّة إيمان وعقيدة»، منشورات النّور، تعرّف إلى كنيستك، 11، طبعة أولى، 1982، ص22.
[3] O. CLÉMENT, Présentation de l'Eglise Orthodoxe, Paris, Institut de Théologie Orthodoxe de Saint Serge, 1985, p. 50
[4] Ibid., p. 64
[5] بالمعنى اليونانيّ لكلمة جسد، أي بمعنى الجسد البيولوجيّ، وليس بالمعنى السامي أي معنى الإنسان كلّه
[6] وهو اتّحاد "بدون اختلاط أو تشوّش أو انفصال أو انقسام" كما قال لاحقاً المجمع المسكونيّ الرابع في خلقيدونية.
[7] J. LAPORTE, Les Pères De l'Eglise II: les Père Grecs, coll. «Initiations aux Pères De l'Eglise», Paris, Editions du Cerf, 2010, p. 149
[8] V. LOSSKY, Théologie Dogmatique, Paris, Institut de Théologie Orthodoxe de Saint Serge, 1986, p. 29
[9] “Dieu créa le co-être”
P. EVDOKIMOV, Sacrement de l'Amour, Paris, Desclée de Brouwer, 1980, p. 162
[10] P. EVDOKIMOV, Sacrement de l'Amour, Paris, Desclée de Brouwer, 1980, p. 163
[11] أقوال الآباء الشيوخ، ترجمة معهد القدّيس يوحنا الدمشقي، سلسلة آباء الكنيسة، منشورات النور، بيروت، 1990، ص. 96 - 98