مع أنّني أكثر تومائيّةً مِنْ توما فيما يتعلّق بأيّة "عجيبة" مزعومة، فقد وددت أن أشارككم عجائب يوميّة عظيمة لكنّها بسيطة لدرجة أنّنا لم نعد نلحظها:
- عجيب أنّني حين ألاقي من جديد، مرّة في السنة، الأصدقاء الذين عايشتهم في شبابي في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، نتابع حديثنا من المكان الذي وصلنا إليه معاً، مذ كنّا نصلّي معاً في ذاك الفريق الصلاتيّ، في بيت الحركة في الميناء، منتصف الثمانينات
- عجيب أنّ الصداقة موجودة وأنّ وجه الصديق ينجّيك من جحيم نفسك
- عجيب أنّ ضحكة زوجتي، وحزن عينيها، يجعلاني أرى الله الفرِح والموجوع
- عجيب أنّ الجنس يدعم فيك مسعى اللقاء والحبّ، وأنّه هكذا يدفعك قُدُماً أثناء رحلتك في الله المحبّة
- عجيب أنّ ما أحياه من حبّ يلدني من جديد
- عجيب أنّ وجه ابني يسحرني لأنّه يُخبرني دائما أنّه شخص آخر، أنّه سرّ، وإنني لأحاول أن أسبر غوره كلّ يوم
- عجيب الثالوث فهو مرسوم في الحبّ
- عجيب الخلاص فهو بديهيّ وخَفِر في كلّ لقاء
- عجيبة القيامة فإنّي أعيشها في جحيم عزلتي إذا ما حطّمتُ "أبوابها الدهريّة" بمسيحِ وجهِ الآخَرِ
- عجيب أنّ الإيمان بالله غير المنظور يدفعني للنضال من أجل كلّ منظور
- عجيب أنّ النضال لكلّ منظور يجذّر إيماني بالله غير المنظور
- عجيب أنّ الله منظور في كلّ وجه
- عجيب أنّ الله يتكلّم في سرّ كلّ موجود
- عجيب أنّ إنسان واحد، هذا الإنسان، الذي أمامي، هذا الوجه الذي أمامي، لا يحدّده شيء، وأنّه بذلك كالله لا يحدّده شيء.
- عجيب أنّني أمام الإنسان في لاهوت تنزيهيّ: أستطيع أن أقول مَن هو، وأن أصفه لساعات، ثمّ أستطيع أن أقول عن حقّ بأنّه ليس هو كلّ ما وصفته به، فهو أعمق.
- عجيب أنّ الوجه الإنسانيّ يظهر الإنسان ولكنّه يخفيه بآن. إنّه بهذا كتجسّد الكلمة يُظهر الله ويحجبه بآن.
- عجيب هو الوجه: وجهها، وجوههم، ووجهي. مجموعة خلايا، متشكّلة بطريقة ما، وتطلّ بي إلى إنسان، إلى عالمه، إلى شخصه. إنّني أختبر... إنّني أعتقد شاعراً وأشعر معتقداً، بأنّ الوجه هو مساحة لقاء بين الله وهذا العالم، مكان يتقاطع فيه الله مع هذه الدنيا.
- عجيب بأنّ معرفتي الوحيدة الممكنة لإنسانٍ ما تكمن في أن أحبّه؛ وأنّها بذلك تشبه معرفتي الوحيدة الممكنة لله.
- عجيب أنّ الإنسان لا يرضى بالموت كواقع عاديّ، مع أنّ الموت من أكثر الأشياء اعتياديّة
- عجيب أنّ أنياب الموت التي تقبع في كلّ خليّة منّي، لا تبلغ فرحي، ولا تبلغ حزني، ولا تبلغ شمساً ألاحظها فيّ كلّما أحببت أعمق، وكلّما تأمّلت هدوء الضوء المتلألئ في بئر قلبي
- عجيب أنّ الإله أراد أن يصبح واحداً من خليقته، واحداً منّا، واحداً معنا، كي نصير معاً واحداً معه
- عجيب أنّه مجنون حبّاً بنا
- عجيب أنّ الكلام صامت أمام الله، وأنّ الصمت يتكلّم، وأنّ الذهول وحده يُفهمنا شيئاً
من أجل كلّ هذه العجائب، من أجل كلّ هؤلاء الذين نحبّهم، من أجل كلّ هؤلاء الذين نبكي معهم، ومن أجل كلّ هؤلاء الذين نفرح معهم، ومن أجل أنفسنا البائسة والعظيمة، القاحلة والغنيّة، القابعة في الجحيم وفي الملكوت، من أجل أنفسنا التي تهمّنا حتّى المرض، علينا أن نترك في نهاراتنا قليلاً من الوقت للتأمّل، للصمت، للإصغاء إلى تموجاّت أنفسنا، إلى نداءاتها، إلى مآسيها وأفراحها، إلى ظلالها وأضواءها.
من أجل الحياة التي نودّ أن نحياها:
- علينا أن نتدّرب على الخروج من فنّ الكلام لتعلّم فنّ الصمت
- علينا أن نتدرّب على فنّ الإصغاء للغة الصمت
- علينا أن نتدرّب على فنّ الانتباه لاحتجاجات القلب
- علينا أن نتوقّف عمّا اعتدنا أن نسمّيه "فعل" لنعطي لأنفسنا فرصة التساؤل عن معنى ما نفعل
- علينا أن نتوقّف عن مجرّد العيش كي نعطي أنفسنا مجالاً كي نحيا
من أجل الحياة التي نودّ أن نحياها:
- علينا أن نتدرّب
- علينا أن نتدرّب على الفنّ
- فنّ الحياة
- فنّ عودة الذهن إلى القلب
- فنّ وحدة الذات
- فنّ اللقاء بالله
- فنّ اللقاء بالآخرين
- فنّ اللقاء... بالذات
- فنّ الحبّ: حبّ الله وحبّ الآخرين وحبّ الذات
من أجل الحياة التي نحلم بأن نحياها فلْنَحْيَها:
- حتّى ولو اقتضى ذلك أن نصعد صليب الحرّية كي نفرح ونتحرّر
- حتّى ولو اقتضى ذلك أن نتمرّن على تجاوز خوف الموت... بالحبّ
- حتّى ولو اقتضى ذلك أن نصير آلهة... على الصليب
من أجل الحبّ الذي نحلم بأن نحياه فلنحيَه.
من أجل أن نكون أنفسنا التي نريد فلنكُنْها.
(23 تمّوز 2010)
- عجيب أنّني حين ألاقي من جديد، مرّة في السنة، الأصدقاء الذين عايشتهم في شبابي في حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة، نتابع حديثنا من المكان الذي وصلنا إليه معاً، مذ كنّا نصلّي معاً في ذاك الفريق الصلاتيّ، في بيت الحركة في الميناء، منتصف الثمانينات
- عجيب أنّ الصداقة موجودة وأنّ وجه الصديق ينجّيك من جحيم نفسك
- عجيب أنّ ضحكة زوجتي، وحزن عينيها، يجعلاني أرى الله الفرِح والموجوع
- عجيب أنّ الجنس يدعم فيك مسعى اللقاء والحبّ، وأنّه هكذا يدفعك قُدُماً أثناء رحلتك في الله المحبّة
- عجيب أنّ ما أحياه من حبّ يلدني من جديد
- عجيب أنّ وجه ابني يسحرني لأنّه يُخبرني دائما أنّه شخص آخر، أنّه سرّ، وإنني لأحاول أن أسبر غوره كلّ يوم
- عجيب الثالوث فهو مرسوم في الحبّ
- عجيب الخلاص فهو بديهيّ وخَفِر في كلّ لقاء
- عجيبة القيامة فإنّي أعيشها في جحيم عزلتي إذا ما حطّمتُ "أبوابها الدهريّة" بمسيحِ وجهِ الآخَرِ
- عجيب أنّ الإيمان بالله غير المنظور يدفعني للنضال من أجل كلّ منظور
- عجيب أنّ النضال لكلّ منظور يجذّر إيماني بالله غير المنظور
- عجيب أنّ الله منظور في كلّ وجه
- عجيب أنّ الله يتكلّم في سرّ كلّ موجود
- عجيب أنّ إنسان واحد، هذا الإنسان، الذي أمامي، هذا الوجه الذي أمامي، لا يحدّده شيء، وأنّه بذلك كالله لا يحدّده شيء.
- عجيب أنّني أمام الإنسان في لاهوت تنزيهيّ: أستطيع أن أقول مَن هو، وأن أصفه لساعات، ثمّ أستطيع أن أقول عن حقّ بأنّه ليس هو كلّ ما وصفته به، فهو أعمق.
- عجيب أنّ الوجه الإنسانيّ يظهر الإنسان ولكنّه يخفيه بآن. إنّه بهذا كتجسّد الكلمة يُظهر الله ويحجبه بآن.
- عجيب هو الوجه: وجهها، وجوههم، ووجهي. مجموعة خلايا، متشكّلة بطريقة ما، وتطلّ بي إلى إنسان، إلى عالمه، إلى شخصه. إنّني أختبر... إنّني أعتقد شاعراً وأشعر معتقداً، بأنّ الوجه هو مساحة لقاء بين الله وهذا العالم، مكان يتقاطع فيه الله مع هذه الدنيا.
- عجيب بأنّ معرفتي الوحيدة الممكنة لإنسانٍ ما تكمن في أن أحبّه؛ وأنّها بذلك تشبه معرفتي الوحيدة الممكنة لله.
- عجيب أنّ الإنسان لا يرضى بالموت كواقع عاديّ، مع أنّ الموت من أكثر الأشياء اعتياديّة
- عجيب أنّ أنياب الموت التي تقبع في كلّ خليّة منّي، لا تبلغ فرحي، ولا تبلغ حزني، ولا تبلغ شمساً ألاحظها فيّ كلّما أحببت أعمق، وكلّما تأمّلت هدوء الضوء المتلألئ في بئر قلبي
- عجيب أنّ الإله أراد أن يصبح واحداً من خليقته، واحداً منّا، واحداً معنا، كي نصير معاً واحداً معه
- عجيب أنّه مجنون حبّاً بنا
- عجيب أنّ الكلام صامت أمام الله، وأنّ الصمت يتكلّم، وأنّ الذهول وحده يُفهمنا شيئاً
من أجل كلّ هذه العجائب، من أجل كلّ هؤلاء الذين نحبّهم، من أجل كلّ هؤلاء الذين نبكي معهم، ومن أجل كلّ هؤلاء الذين نفرح معهم، ومن أجل أنفسنا البائسة والعظيمة، القاحلة والغنيّة، القابعة في الجحيم وفي الملكوت، من أجل أنفسنا التي تهمّنا حتّى المرض، علينا أن نترك في نهاراتنا قليلاً من الوقت للتأمّل، للصمت، للإصغاء إلى تموجاّت أنفسنا، إلى نداءاتها، إلى مآسيها وأفراحها، إلى ظلالها وأضواءها.
من أجل الحياة التي نودّ أن نحياها:
- علينا أن نتدّرب على الخروج من فنّ الكلام لتعلّم فنّ الصمت
- علينا أن نتدرّب على فنّ الإصغاء للغة الصمت
- علينا أن نتدرّب على فنّ الانتباه لاحتجاجات القلب
- علينا أن نتوقّف عمّا اعتدنا أن نسمّيه "فعل" لنعطي لأنفسنا فرصة التساؤل عن معنى ما نفعل
- علينا أن نتوقّف عن مجرّد العيش كي نعطي أنفسنا مجالاً كي نحيا
من أجل الحياة التي نودّ أن نحياها:
- علينا أن نتدرّب
- علينا أن نتدرّب على الفنّ
- فنّ الحياة
- فنّ عودة الذهن إلى القلب
- فنّ وحدة الذات
- فنّ اللقاء بالله
- فنّ اللقاء بالآخرين
- فنّ اللقاء... بالذات
- فنّ الحبّ: حبّ الله وحبّ الآخرين وحبّ الذات
من أجل الحياة التي نحلم بأن نحياها فلْنَحْيَها:
- حتّى ولو اقتضى ذلك أن نصعد صليب الحرّية كي نفرح ونتحرّر
- حتّى ولو اقتضى ذلك أن نتمرّن على تجاوز خوف الموت... بالحبّ
- حتّى ولو اقتضى ذلك أن نصير آلهة... على الصليب
من أجل الحبّ الذي نحلم بأن نحياه فلنحيَه.
من أجل أن نكون أنفسنا التي نريد فلنكُنْها.
(23 تمّوز 2010)