غربة وتعزية
سلام منك نطلب، أيّها الصديق، أيّها الغريب
ها نحن كلٌّ في مكان، مرميّون ولا معين لنا في الأحزان سواك
***
قالت لي صديقة بالأمس "أشعر أنّني كورقة في الخريف لا مقرّ لي، تتلاعب بي ريح مجهولة"
كن يا ربّ مع كلّ الغرباء، مع وجع لا استقرارهم؛ مع تمزّقهم لانسلاخهم عن وجوه أهلهم وأصدقائهم
وكن أنت يا ربّ، مع كلّ المقيمين، المهمّشين في أوطانهم، المغرَّبين عن عيش كريم وعن حرّية فِعل، والمقيمين في القلق اليوميّ على المصير
***
ها نحن في كلّ مكان، أمامك في كلّ مكان؛ لا مقرّ لنا ولا منزل – كبير أم صغير – سوى محبّتك لنا، محبّتك السابقة لكلّ شي، محبّتك المُعَلِّمة
يوميّاً نرى منزل محبّتك، في أهلنا، وحبيباتنا، وأحبّائنا، ولهذا نشتاق لعيونهم
فمحبّة عيونهم الدافئة تنبع منك، ومنزل وجوههم يعكس منازل وجهك الكثيرة
نحن لا نختبر رؤية محبّتك مباشرة إلاّ نادراً، لكنّك تقدّم محبّتك لنا كلّ يوم، في وجوه الناس، في وجوه الذين نحبّهم، في وجوه الذين يحبّوننا، وتسكن خاصّة وجوه الذين يتوجّعون في الترك والظلم
***
كلّنا في الغربة يا ربّ
أكنّا في الوطن أم خارجه
فكلّ مؤمن بالمحبّة والحبّ، كلّ مؤمن بأنّك يا ربّ حياةَ حياته، هو غريب
غريب لأنّه رفيقك، أنتَ الذي وُلِدْتَ كغريب، وعشت كغريب، وعُلِّقتَ على خشبة كغريب
غريب لأنّه رفيقك أنت الذي تزال الغريب الأكبر؛
وكيف لا تكونَ الغريب الأكبر وأنت المُحِبّ الأكبر، في عالمٍ يرى الحبّ ضعفاً ويعشق أوهام الجبروت؟
وكيف لا تكون أنتَ الغريب الأكبر، وأنت المُحِبُّ الأكبر في بلد يضحّي أهله بأنفسهم وبغيرهم، أي بصورتك أنت، على مذبح أوهام عظمة الطوائف ومجد السلطة؟
***
لا حقّ سوى وجهك. أنت هو الحق
كلّ ما عدا وجهك وهم. لكنّ نور وجهك في كلّ حقّ
لهذا الحبّ الإنسانيّ حقّ
والمحبّة الإنسانيّة حقّ
والعمل الاجتماعيّ حق
وخدمة الناس في السياسة حقّ
ورفع الظلم وتحرير المضطهدين حقّ
ومقاومة البطش حقّ
ومقاومة التفقير حقّ
ومقاومة تحويل البشر إلى أدوات وأشياء بالمال السياسيّ وبالتسلّط على العمّال حقّ
ومقاومة تدجين الناس بالإعلام حقّ
كلّها حقّ لأنّ الإنسان صورتك
لأنّ كلّ واحد، من هؤلاء المجتمعين في الكون‑بيتك، هو صورة وجهك
لأنّ من يحبّون ويكرهون هم إخوة، ويحملون صورة وجهك: أهدروا هذه الصورة أم حقّقوها
***
نحن المغتربون، في أوطاننا وفي بلادكَ الأُخرى، لنا وجوه الأهل والأحبّة إطلالات إلى وجهك
نعلم أنّنا في غربتنا، يا ربّ، إنّما نحن على شِبْهِك، أنتَ الغريب؛
نعلم أنّنا في ألمنا، الذي يبلغ العتمة أحياناً، نحن على شِبْهِك أنت "الذي في نزاع حتّى منتهي الدهر" كما قال عزيزُكَ باسكال؛
نعلم أنّ مدينتنا الحاضرة، ووطننا الحاضر، ليس وهماً ولكنّه ليس وجهتنا الأخيرة
فنحن نرسم "المدينة الآتية" التي ذكرها حبيبك بولس، في قلب المدينة الحاضرة، بكلّ كثافتها، بسياساتها واقتصادها وعلومها
مستعملين ما أوتيناه من نور منك، وتصميم، وأخوّة، ومحبّة، وعمل، وعِلم، وانفتاح على الحقّ أينما كان مصدره المنظور، لأنّك أنت هو مصدره غير المنظور
***
ما يرطّب غربتنا يا ربّ
نحن المعلّقون على غرباتنا الكثيرة
هو أنّنا نكون معك عندما نكون مع كلّ غريب
لنقوم معك في كلّ لقاء
في كلّ نضال من اجل انتعاش صورتك فينا
من أجل إرساء أسس الحرّية والمشاركة بخيراتك الأرضيّة
من أجل مرافقتك في رقصة محبّتك الثالوثيّة
٨ نيسان ٢٠١٢
ها نحن كلٌّ في مكان، مرميّون ولا معين لنا في الأحزان سواك
***
قالت لي صديقة بالأمس "أشعر أنّني كورقة في الخريف لا مقرّ لي، تتلاعب بي ريح مجهولة"
كن يا ربّ مع كلّ الغرباء، مع وجع لا استقرارهم؛ مع تمزّقهم لانسلاخهم عن وجوه أهلهم وأصدقائهم
وكن أنت يا ربّ، مع كلّ المقيمين، المهمّشين في أوطانهم، المغرَّبين عن عيش كريم وعن حرّية فِعل، والمقيمين في القلق اليوميّ على المصير
***
ها نحن في كلّ مكان، أمامك في كلّ مكان؛ لا مقرّ لنا ولا منزل – كبير أم صغير – سوى محبّتك لنا، محبّتك السابقة لكلّ شي، محبّتك المُعَلِّمة
يوميّاً نرى منزل محبّتك، في أهلنا، وحبيباتنا، وأحبّائنا، ولهذا نشتاق لعيونهم
فمحبّة عيونهم الدافئة تنبع منك، ومنزل وجوههم يعكس منازل وجهك الكثيرة
نحن لا نختبر رؤية محبّتك مباشرة إلاّ نادراً، لكنّك تقدّم محبّتك لنا كلّ يوم، في وجوه الناس، في وجوه الذين نحبّهم، في وجوه الذين يحبّوننا، وتسكن خاصّة وجوه الذين يتوجّعون في الترك والظلم
***
كلّنا في الغربة يا ربّ
أكنّا في الوطن أم خارجه
فكلّ مؤمن بالمحبّة والحبّ، كلّ مؤمن بأنّك يا ربّ حياةَ حياته، هو غريب
غريب لأنّه رفيقك، أنتَ الذي وُلِدْتَ كغريب، وعشت كغريب، وعُلِّقتَ على خشبة كغريب
غريب لأنّه رفيقك أنت الذي تزال الغريب الأكبر؛
وكيف لا تكونَ الغريب الأكبر وأنت المُحِبّ الأكبر، في عالمٍ يرى الحبّ ضعفاً ويعشق أوهام الجبروت؟
وكيف لا تكون أنتَ الغريب الأكبر، وأنت المُحِبُّ الأكبر في بلد يضحّي أهله بأنفسهم وبغيرهم، أي بصورتك أنت، على مذبح أوهام عظمة الطوائف ومجد السلطة؟
***
لا حقّ سوى وجهك. أنت هو الحق
كلّ ما عدا وجهك وهم. لكنّ نور وجهك في كلّ حقّ
لهذا الحبّ الإنسانيّ حقّ
والمحبّة الإنسانيّة حقّ
والعمل الاجتماعيّ حق
وخدمة الناس في السياسة حقّ
ورفع الظلم وتحرير المضطهدين حقّ
ومقاومة البطش حقّ
ومقاومة التفقير حقّ
ومقاومة تحويل البشر إلى أدوات وأشياء بالمال السياسيّ وبالتسلّط على العمّال حقّ
ومقاومة تدجين الناس بالإعلام حقّ
كلّها حقّ لأنّ الإنسان صورتك
لأنّ كلّ واحد، من هؤلاء المجتمعين في الكون‑بيتك، هو صورة وجهك
لأنّ من يحبّون ويكرهون هم إخوة، ويحملون صورة وجهك: أهدروا هذه الصورة أم حقّقوها
***
نحن المغتربون، في أوطاننا وفي بلادكَ الأُخرى، لنا وجوه الأهل والأحبّة إطلالات إلى وجهك
نعلم أنّنا في غربتنا، يا ربّ، إنّما نحن على شِبْهِك، أنتَ الغريب؛
نعلم أنّنا في ألمنا، الذي يبلغ العتمة أحياناً، نحن على شِبْهِك أنت "الذي في نزاع حتّى منتهي الدهر" كما قال عزيزُكَ باسكال؛
نعلم أنّ مدينتنا الحاضرة، ووطننا الحاضر، ليس وهماً ولكنّه ليس وجهتنا الأخيرة
فنحن نرسم "المدينة الآتية" التي ذكرها حبيبك بولس، في قلب المدينة الحاضرة، بكلّ كثافتها، بسياساتها واقتصادها وعلومها
مستعملين ما أوتيناه من نور منك، وتصميم، وأخوّة، ومحبّة، وعمل، وعِلم، وانفتاح على الحقّ أينما كان مصدره المنظور، لأنّك أنت هو مصدره غير المنظور
***
ما يرطّب غربتنا يا ربّ
نحن المعلّقون على غرباتنا الكثيرة
هو أنّنا نكون معك عندما نكون مع كلّ غريب
لنقوم معك في كلّ لقاء
في كلّ نضال من اجل انتعاش صورتك فينا
من أجل إرساء أسس الحرّية والمشاركة بخيراتك الأرضيّة
من أجل مرافقتك في رقصة محبّتك الثالوثيّة
٨ نيسان ٢٠١٢