الأستاذ د. إيلي قطرميز
إلى أستاذنا إيلي قطرميز
أستاذ إيلي قطرميز فتح أعيننا على دراسة الأدب العربي.
كان مجبرا أن يمرّر لنا من المعلومات ما ينجّينا من "شرّ" الباكالوريا، فاضطرّه المنهاج الدراسيّ الجامد أن يشرح النصّ ملتزمًا بتقسيمه إلى هرطقة "الأسلوب" و"المضمون". شرحه الهادئ لمعاني النصّ والخلفيّة التاريخيّة سمح لقلّة منّا نحن الطالبات والطلاّب، الذين شعرنا جميعنا بثقل حصّة الأدب العربيّ لجمود المنهاج وضحالة أسلوبه، سمح لنا بأن نتذوّق شيئًا من حلاوة الشعر.
عندما تعرّفت لاحقا على سعة اطّلاعه الثقافيّ، وعلى اهتماماته بما وراء النص من معنى ومن تجارب الإنسان الوجوديّة، اكتشفت كم أنّ المنهاج هو صليب للأستاذ كما للتلاميذ: هدف التعليم شبه الوحيد هو أن يمرّ التلاميذ في امتحانات الباكالوريا.
للأستاذ إيلي يعود الفضل في نجاح من نجح يوم الامتحان في تكرار علاقة سطحيّة مع النصوص فرضها الكتاب. هل تغيّرت الرؤية التعليميّة من وقتها للآن؟ لست أدري.
وهل كان بإمكان إيلي أن يدفعنا إلى تجاوز النصّ للتفاعل معه حتّى نقطف المعاني التي تنبت من النفس على شجرة القصيدة؟ ضرورات المهنة (امتحانات، علامات، وقت...) لا تسمح بذلك. فَضْلُ الأستاذ إيلي أنّه نقل إلينا الأدب، وفضل مدرسة مار الياس أنّها سمحت له بأن يوقظ في التلامذة شغف المعاني، شغف التقطه أستاذ آخر هو جان توما الذي عمل مع التلميذات والتلامذة، اللواتي والذين كنّاهم، لإنشاء مجلّة ثقافيّة لرسم المعاني، فكانت مجلّة "اليراع".
نجح الأستاذ إيلي في إيقاظنا إلى الشعر وتاريخنا. ورغم "جلمود صخر" كتاب الأدب، استطاع الشعراءُ من خلال دماثته هو وهدوئه هو أن يتواصلوا مع قلوبنا بكلمات الحبّ والحزن والغضب والفخر والتعب وكلّ انكسارات النفس البشريّة التي التمعت من خلال شروحاته. حكاية أستاذ إيلي مع تلامذته، كحكاية كلّ أستاذ أدب مخلص، هي حكاية "مُسحّراتي" يجعل على نفسه مهمّة إيقاظ الحسّ الإنسانيّ في مراهقات ومراهقين أهمّ ما لديهم صدق الإحساس، وهو يفعل ذلك حتّى لا ينام إحساس طلاّبه في عتم الدنيا العمليّة التي تنهب الإنسان من نفسه. أستاذ إيلي أيقظنا لكي نتذوّق طيب المعنى فلا نجوع.
نجح الأستاذ إيلي؛ يبقى أن ننجح نحنُ من كنّا تلميذاته وتلامذته بأن نبقى على التواصل مع إحساسنا لكي نبقى أنفسنا ولا يأكلنا اللامعنى. كان سبّاقا في الإخلاص للأدب، وهو اليوم قد سبقنا لقطاف المعنى في عالم المعاني.
أستاذ إيلي قطرميز فتح أعيننا على دراسة الأدب العربي.
كان مجبرا أن يمرّر لنا من المعلومات ما ينجّينا من "شرّ" الباكالوريا، فاضطرّه المنهاج الدراسيّ الجامد أن يشرح النصّ ملتزمًا بتقسيمه إلى هرطقة "الأسلوب" و"المضمون". شرحه الهادئ لمعاني النصّ والخلفيّة التاريخيّة سمح لقلّة منّا نحن الطالبات والطلاّب، الذين شعرنا جميعنا بثقل حصّة الأدب العربيّ لجمود المنهاج وضحالة أسلوبه، سمح لنا بأن نتذوّق شيئًا من حلاوة الشعر.
عندما تعرّفت لاحقا على سعة اطّلاعه الثقافيّ، وعلى اهتماماته بما وراء النص من معنى ومن تجارب الإنسان الوجوديّة، اكتشفت كم أنّ المنهاج هو صليب للأستاذ كما للتلاميذ: هدف التعليم شبه الوحيد هو أن يمرّ التلاميذ في امتحانات الباكالوريا.
للأستاذ إيلي يعود الفضل في نجاح من نجح يوم الامتحان في تكرار علاقة سطحيّة مع النصوص فرضها الكتاب. هل تغيّرت الرؤية التعليميّة من وقتها للآن؟ لست أدري.
وهل كان بإمكان إيلي أن يدفعنا إلى تجاوز النصّ للتفاعل معه حتّى نقطف المعاني التي تنبت من النفس على شجرة القصيدة؟ ضرورات المهنة (امتحانات، علامات، وقت...) لا تسمح بذلك. فَضْلُ الأستاذ إيلي أنّه نقل إلينا الأدب، وفضل مدرسة مار الياس أنّها سمحت له بأن يوقظ في التلامذة شغف المعاني، شغف التقطه أستاذ آخر هو جان توما الذي عمل مع التلميذات والتلامذة، اللواتي والذين كنّاهم، لإنشاء مجلّة ثقافيّة لرسم المعاني، فكانت مجلّة "اليراع".
نجح الأستاذ إيلي في إيقاظنا إلى الشعر وتاريخنا. ورغم "جلمود صخر" كتاب الأدب، استطاع الشعراءُ من خلال دماثته هو وهدوئه هو أن يتواصلوا مع قلوبنا بكلمات الحبّ والحزن والغضب والفخر والتعب وكلّ انكسارات النفس البشريّة التي التمعت من خلال شروحاته. حكاية أستاذ إيلي مع تلامذته، كحكاية كلّ أستاذ أدب مخلص، هي حكاية "مُسحّراتي" يجعل على نفسه مهمّة إيقاظ الحسّ الإنسانيّ في مراهقات ومراهقين أهمّ ما لديهم صدق الإحساس، وهو يفعل ذلك حتّى لا ينام إحساس طلاّبه في عتم الدنيا العمليّة التي تنهب الإنسان من نفسه. أستاذ إيلي أيقظنا لكي نتذوّق طيب المعنى فلا نجوع.
نجح الأستاذ إيلي؛ يبقى أن ننجح نحنُ من كنّا تلميذاته وتلامذته بأن نبقى على التواصل مع إحساسنا لكي نبقى أنفسنا ولا يأكلنا اللامعنى. كان سبّاقا في الإخلاص للأدب، وهو اليوم قد سبقنا لقطاف المعنى في عالم المعاني.