موقع خريستو المرّ
Arabic | English
  • كتب
  • محاضرات
  • مقالات في «الأخبار»
  • المقالة الأسبوعيّة
  • الإيمان والحياة اليوميّة
  • فلسطين
  • التزام شؤون الإنسان
  • الإيمان والثقافة
  • كلمات
  • خريستو المرّ
  • مواقع صديقة

المقالة الأسبوعيّة

نحو موقف مسيحي في سوريا

1/7/2025

 
​خريستو المرّ، الثلاثاء ٧ كانون الثاني / يناير ٢٠٢٥

​"وأخيراً أتوجه إلى السيد أحمد الشرع شخصياً داعياً له ولإدارته الجديدة بالصحة والقوة في قيادة سوريا الجديدة التي يحلم بها كل سوري. وبالمناسبة أكرر أننا مددنا يدنا للعمل معكم لبناء سوريا الجديدة، ولكننا ننتظر من السيد الشرع وإدارته مد يدهم إلينا!! لأنه وحتى تاريخه وبالرغم من تناقل وسائل الإعلام لانعقادٍ وشيكٍ لمؤتمر سوري شامل وغير ذلك من القضايا، لم يتم أي تواصل رسمي من قبلهم معنا. هذا، وقد عرف الإرث السوري زيارات رؤساء الجمهورية إلى هذه الدار البطريركية مريمية الشام منذ عهد الاستقلال. فنحن نرحب به في داره وفي بيته." بهذه الكلمات نطق بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للأرثوذكس من دمشق في ١ كانون ثاني ٢٠٢٥ من على منبر الكنيسة المريمية في دمشق.
 
"وأخيراً أتوجه إلى السيد أحمد الشرع شخصياً داعياً له ولإدارته الجديدة بالصحة والقوة في قيادة سوريا الجديدة التي يحلم بها كل سوري. وبالمناسبة أكرر أننا مددنا يدنا للعمل معكم لبناء سوريا الجديدة، ولكننا ننتظر من السيد الشرع وإدارته مد يدهم إلينا!! لأنه وحتى تاريخه وبالرغم من تناقل وسائل الإعلام لانعقادٍ وشيكٍ لمؤتمر سوري شامل وغير ذلك من القضايا، لم يتم أي تواصل رسمي من قبلهم معنا. هذا، وقد عرف الإرث السوري زيارات رؤساء الجمهورية إلى هذه الدار البطريركية مريمية الشام منذ عهد الاستقلال. فنحن نرحب به في داره وفي بيته." بهذه الكلمات نطق بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للأرثوذكس من دمشق في ١ كانون ثاني ٢٠٢٥ من على منبر الكنيسة المريمية في دمشق.
لا شكّ أنّ استلام السلطة في أيّ بلد من قِبل أناس مدعومين أجنبيّا من مطلق أيّ طرف، يثير القلق، خاصّة إن كان مشروعهم السياسيّ يحمل رؤية محدّدة (دينيّة أو لا دينيّة) إن التزمتها الدولة تغدو دولة لا تساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات. فما كان يصلح في العصور السابقة حيث لم يكن من دولة معاصرة، بل إمبراطوريات تمثّل الشخص والعشيرة أكثر ما تمثّل المواطنين، لم يعد يصلح مع تطوّر وعي الإنسان لدوره ولحقوقه كشخص. مهما جمّل حكمٌ سياساتٍ لا تساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات، سيبقى المواطنون الذين تميّز ضدّهم تلك السياسات يكرهون ذاك الحكم لأنّهم سيشعرون تلقائيّا أنّهم مواطنين من الدرجة الثانية، وهو ظلم لا يراه مَن يمتلك سائر الحقوق. إذا لم يتمكّن الإنسان من المقاومة سيُجبَرُ بالطبع بحكم ظالم قمعيّ يفرض اللامساواة، ولكن لن يرضى داخليّا به، وسيحتفل بوقوعه إن لم يستطع أن يوقعه، أحبّ مَن أحبّ وكره مَن كره (والاحتفال بسقوط نظام البعث عبرة لمن اعتبر ومنهم الحكّام القادمين). لهذا ينبغي أن يفهم الإنسان قلق السوريّين من قادم الأيّام مع استلام الجماعات المسلّحة الحاليّة للحكم في سوريا، ولكن النتيجة التي يجب أن يفضي إليها هذا القلق هو السعي لبناء دولة أساسها دستور يساوي بين المواطنين. بالطبع، الدستور خطوة أساس وليست كافية، فالعبرة تبقى في طريقة ممارسة الحكم (لا ننسى أنّ النظام المخلوع كان دستوريّا).
هذا على صعيد نظام الحكم في سوريا، أمّا على صعيد السيادة ووحدة البلاد فالتحدّيات هائلة: من الاحتلال الأميركيّ في شرق البلاد والتركي في شمال والصهيونيّ في جنوبه والذي بات يتمدّد. هذا كلّه يتطلّب أيضا خطابا وعملا وطنيّا لإنهائه، وإن كان يجب النظر لشكل فريد إلى الخطر الصهيونيّ كخطر وجوديّ على سوريا نفسها، وليس فقط على فلسطين، والأحداث تشهد. بهذا الشأن تبدو تصريحات الحكم الفعليّ الحاليّ مثيرة للقلق لكلّ إنسان سوريّ (وغير سوريّ)، فهي تصريحات تطبيعيّة بامتياز، تعتبر أنّ لا عداوة قائمة مع دولة صهيونيّة أعلنت رسميّا ضمّ هضبة الجولان إليها بشكل نهائيّ، وبدأت فورا بالتوسّع وبضرب كلّ المقوّمات العسكريّة للدولة بعد سقوط النظام. كلّ ذلك ينبغي أن يدعو كلّ سوريّ وسوريّة إلى الدعوة والسعي للحفظ على وحدة البلاد وتحريرها. زد على كلّ ما ذكرناه، الأساس الملموس: القلق المعيشيّ الذي يسبّبه النظام الأميركيّ على الناس يوميّا، بالخنق الاقتصاديّ للبلاد ونهبه لثرواتها في شرقها. هذا وحده همّ وتحدّ يوميّ.
في خضمّ هذا الواقع يطلّ خطاب البطريرك. من حيث المبدأ والممارسة، نحن ضدّ أن يتكلّم رجل دين بمشاريع سياسيّة محدّدة، فيوصي بانتخاب شخص، أو بدعم شخص، أو نظام سياسيّ بعينه، أو حاكم بعينه – وكلّ ذلك انغمست فيه قياديات كنيسّة بغير بلد وبأكثر من طائفة. فالكلام السياسيّ بمشروع مباشر أو أشخاص يعني تجيير الإيمان في خدمة السياسة، والاستيلاء على أصوات المؤمنين وتجييرها القسريّ في مشروع محدّد أو لشخص محدّد؛ وهو لعمري يشكّل محاولة سرقة للرأي والحرّيات الشخصيّة للمؤمنين؛ كما أنّه يحمّل المؤمنين عبء الخيارات الذاتيّة للقائد الدينيّ وهم منها براء، فعند أيّ منقلب تاريخيّ (الذي حصل في سوريا) لن تتحمّل القيادات الدينيّة العبء المادّي لهذا الانقلاب، لا اقتصاديّا، فهم لم يقلقوا يوما من قلّة طعام أو شراب، ولا جسديّا، فهم محصّنون بينما الرعية لا حصانة لها.
لكن يمكن، بل يجب، لرجل الدين (والنساء في هذا المجال ما زلن ندرة في عصرنا) أن يتكلّم بقضايا العدل والظلم، فينتقد الظلم ويدعو للعدل. كلّ واحدة من التحدّيات التي ذكرناها فوق يمكن الكلام بها من منبر دينيّ، بردّها إلى جذورها الأخلاقيّة على أنّها قضايا عدل وظلم. فالتمييز بين المواطنين ظلم، الاحتلالات ظلم، والنهب للثروات ظلم، والعقوبات الاقتصاديّة ظلم (فهي تقتل الناس ولا تؤثّر بالحكّام). لكن عوض الكلام عن العدل والظلم في التحدّيات السوريّة الحاليّة، جاءت كلمات البطريرك الأرثوذكسيّ من عصور غابرة، ففي الخطّ العثمانيّ نصّب نفسه ناطقا باسم الطائفة أمام الدولة، وهو أمر يتضمّن حُكما جَعل الدولة ممثّلة لمجموع الطوائف أو حكما بينها، بدلا من أن تكون ممثّلة لمواطنين في دستور يساوي بينهم. هكذا في ضربة واحدة وفي نهاية خطاب شدّد فيه على الوئام التاريخيّ بين المسلمين والمسيحيّين في المنطقة (وهو صحيح)، فخّخ البطريركُ فكرة المواطنة وهي الأساس الضروريّ لكي تصبح أمنيته بأن تكون المرحلة الحاليّة "مكللةً بفجر حرية وعدالةٍ ومساواة" أمنية حقيقة. كان بالأحرى أن يدعو البطريرك إلى بناء سوريّا عادلة داخليّا وخارجيّا، وأن يشجّع المواطنين السوريّين من كلّ الطوائف أن يلتحقوا بالعمل في الحقل العام وبالمشاركة لكي لا يستفرد حاكم دمويّ جديد بالحكم، ويعيد إنتاج شكل الحكم الذي انقلب عليه. القوّة هي التي تتكلّم في النهاية، لهذا فإنّ التحدّي هو في تنظيم المواطنين لصفوفهم سلميّا (وهذا صعب في ظلّ حكم قضى بشكل ممنهج على الحرّيات السياسيّة) بحيث يمكنهم أن يشكّلوا قوّة معنويّة يوازنون بها قوّة السلاح خلال المفاوضات من أجل دستور جديد (إن حصلت)، والمفاوضات التي أبعد من الدستور. المستقبل قريب، وإن كان يحكمنا الأمل ومسؤوليّة الإنسان العمل، فالتصريحات والإطار غير مشجّعين، وقنابل الإبادة الأميركيّة في غزّة لا تبشّر بخير في دمشق، قلب سائر المشرق.
بقوله «أنتم ملح الأرض» دعا المسيح أتباعه أن يكونوا كالملح في الطعام، بحيث أنّهم باندماجهم في مجتمعاتهم، لا باستقلالهم عنها، يُساهمون بإظهار طعمها الفريد. في السياسة، وعكس السائد، الخطاب المسيحيّ حقّا هو بالضبط ذاك الذي يبدو غير «مسيحيّ»، أي ذلك الذي لا يتعاطى مع المسيحيّين ككتلة.

Comments are closed.

    الكاتب

    خريستو المر
    المقالات المنشورة في «الأخبار»

    الأرشيف

    October 2025
    September 2025
    August 2025
    July 2025
    June 2025
    May 2025
    April 2025
    March 2025
    February 2025
    January 2025
    December 2023
    November 2023
    October 2023
    September 2023
    August 2023
    July 2023
    June 2023
    May 2023
    April 2023
    March 2023
    February 2023
    January 2023
    December 2022
    November 2022
    October 2022
    September 2022
    August 2022
    July 2022
    June 2022
    May 2022
    April 2022
    March 2022
    February 2022
    January 2022
    December 2021
    November 2021
    October 2021
    September 2021
    August 2021
    July 2021
    June 2021
    May 2021
    April 2021
    March 2021
    February 2021
    January 2021
    December 2020
    November 2020
    October 2020
    September 2020
    August 2020
    July 2020
    June 2020
    May 2020
    April 2020
    March 2020
    February 2020
    January 2020
    December 2019
    November 2019
    October 2019
    September 2019
    August 2019
    July 2019
    June 2019

    Categories

    All

    RSS Feed

 ليس من حبّ أعظم من هذا : أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبّائه: يسوع المسيح
  • كتب
  • محاضرات
  • مقالات في «الأخبار»
  • المقالة الأسبوعيّة
  • الإيمان والحياة اليوميّة
  • فلسطين
  • التزام شؤون الإنسان
  • الإيمان والثقافة
  • كلمات
  • خريستو المرّ
  • مواقع صديقة